فوقع بينه وبين السيد عمر مناقشة في الكلام طويلة ومن جملة ما قال كيف تزلون من ولا السلطان عليكم وقد قال الله تعالى * (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * فقال له أولو الأمر العلماء وحملة الشريعة والسلطان العادل وهذا رجل ظالم وجرت العادة من قديم الزمان أن أهل البلد يعزلون الولاة وهذا شئ من زمان حتى الخليفة والسلطان إذا سار فيهم بالجور فإنهم يعزلونه ويخلعونه ثم قال وكيف تحصرونا وتمنعون عنا الماء والاكل وتقاتلونا نحن كفرة حتى تفعلوا معنا ذلك قال نعم قد أفتى العلماء والقاضي بجواز قتالكم ومحاربتكم لأنكم عصاة فقال أن القاضي هذا كافر فقال إذا كان قاضيكم كافرا فكيف بكم وحاشاه الله من ذلك أنه رجل شرعي لايميل عن الحق وانفصل المجلس على ذلك وخاطبه الشيخ السادات في مثل ذلك فلم يتحول عن الخلاف والعناد هذا الأمر مستمر من اجتماع الناس وسهرهم وطوافهم بالليل واتخاذهم الأسلحة والنبابيت حتى أن الفقير من العامة كان يبيع ملبوسه أو يستدين ويشتري به سلاحا وحضرت عربان كثيرة من نواحي الشرق وغيره وفي يوم الاثنين ركب السيد عمر وصحبته الوجاقلية وامامه الناس بالأسلحة والعدد والاجناد وأهل خان الخليلي والمغاربة شئ كثير جدا ومعهم بيارق ولهم جلبة وازدحام بحيث كان أولهم بالموسكي واخرهم جهة الأزهر وانفصل الامر على رجوع عمر بك إلى القلعة ونزول عابدي بك بعد أن فضوا اشغالهم وعبوا ذخيرتهم واحتياجهم من الماء والزاد والغنم ليلا ونهارا في مدة الثلاثة أيام المذكورة وقد كانوا أشرفوا على طلب الأمان وتبين انهم انما فعلوا ذلك من باب المكر والخديعة واتفق الحال على إعادة المحاصرة وصعد المغرضون إلى القلعة ونزل اشخاص من المغرضين لأهل البلد إليهم ورجع السيد عمر إلى منزله واخذ في أسباب الإحاطة بالقلعة كالأول وذلك بعد العشاء ليلة الثلاثاء ووقع الاهتمام في صبحها بذلك وجمعوا الفعلة والعربجية وشرعوا في طلوع طائفة من العسكر
(٦٦)