عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٣ - الصفحة ٤٦٧
ويأتونه بالغداء جهارا ويقول انا مسافر الشرقية لعمل نظام الأراضي وفي غايته وصلت هجانة باستعجال العساكر واستهل شهر شوال بيوم الخميس سنة 1229 في ليلته قلدوا عبد الله كاشف الدرندلي أميرا على ركب الحجاج وفي يوم السبت ثالثة خرج دبوس اوغلي في موكب إلى مخيمة وكذلك حسن أغا سرششه ليسافر إلى الحجاز وفي يوم السبت حادي عشره نزلوا بكسوة الكعبة بالطبول والزمور إلى المشهد الحسيني واجتمع الناس على عادتهم للفرجة وفيه انتقل محمود بك والمعلم غالي إلى بيت حسن أغا نجاتي وعملوا ديوانهم فيه وتلقوا الجنينة التي به وجلسوا تحت أشجارها وربط الأقباط حميرهم فيها وشرع محمود بك في عمارة الجهة القبلية منه وانزوت صاحبة المنزل في ناحية منه وفي سابع عشره ارتحل دبوس اوغلي وحسن أغا سرششمه ومن معهم من العساكر من منزلتهم متوجهين إلى الديار الحجازية وفي يوم الخميس ثاني عشرينه رسم كتخدا بك بنفي طائفة من الفقهاء من ناحية طندتا إلى أبي قير بسبب فتيا افتوها في حادثة ببلدهم وقضى بها قاضيهم وأنهيت الدعوى إلى ديوان مصر فطلبوا إلى إعادة الدعوى فحضروا وترافعوا إلى قاضى العسكر واثبتوا عليهم الخطا فرسم بنفي الشاكي والمفتيين ولقاضي ربعهم وفي يوم السبت رابع عشرينه عملوا موكبا لخروج المحمل واستعد الناس للفرجة على عادتهم فكان عبارة عن نحو مائة جمل تحمل روايا الماء والقرب وعدة من طائفة الدلاة على رؤسهم طراطير سود قلابها وأمير الحاج على شكلهم وخلفه أرباب الاشاير ببيارقهم وشراميطهم وطبولهم وزمورهم وجوقاتهم وخلفهم المحمل فكان مدة مرورهم مع تقطيعهم وعدم نظامهم نحو ساعتين فأين ما كان يعمل من المواكب بمصر التي يضرب
(٤٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 462 463 464 465 466 467 468 469 470 471 472 ... » »»