ثلاثة قروش في كل يوم والا فأذهب حيث شئت فحضر إلى مصر بذلك السبب شهر جمادى الثانية سنة 1217 في خامسه سافرت العساكر إلى الامراء القبالي وسافر أيضا عثمان بك الحسني وباقي العساكر المعزولين وأمير العساكر العثمانية محمد علي سرششمه وكان الباشا أرسل إبراهيم كاشف الشرقية بجواب إليهم فرجع في ثامنه بجواب الرسالة وأعطاه الألفي ألفي ريال وقدم له حصانين وحاصل تلك الرسالة كما تقدم الأمان لجميع الامراء المصرلية وانهم يحضرون إلى مصر ويقيمون بها ولهم ما يرضيهم من الفائظ وغيره ما عدا الأربعة الامراء وهم إبراهيم بك والالفي والبرديسي وأبا دياب فإنهم مطلوبون إلى حضرة السلطان يتوجهون اليه مع الامن عليهم ويعطيهم مناصب وولايات كما يحبون فإن لم يرضوا بذلك فيأخذوا اقطاع اسنا ويقيمون بها فلما وصل إبراهيم آغا المذكور إلى أسيوط وأرسل إليهم ارسلوا اليه أحمد آغا شويكار ومحمد كاشف الألفي فانتظروه خارج الجبانة فخرج إليهم ولاقوه وأخذوه وصحبتهم إلى عرضيهم وأنزلوه بوطاق بات به فلما أصبح الصباح طلبوه إلى ديوانهم فحضر ووقفت عساكرهم صفوفا ببنادقهم وفيهم كثير على هيئة اصطفاف الفرنسيس وعملوا له شنكا ومدافع ثم أعطاهم المكاتبة بحضرة الجميع فقرؤها ثم تكلم الألفي وقال أما قولكم نذهب إلى إسلامبول ونقابل السلطان ينعم علينا فهذا مما لا يمكن وان كان مراده أن ينعم علينا فإننا في بلاده وانعامه لا يتقيد بحضورنا بين يديه واما بقية اخواننا فهم بالخيار ان شاؤوا أقاموا معنا والا ذهبوا وكل انسان أمير نفسه واما كون حضرة الباشا يعطينا اقطاع اسنا فلا يكفينا هذا وانما يكفينا من اسيوط إلى آخر الصعيد ونقوم بدفع خراجه فإن لم يرضوا بذلك فان الأرض لله ونحن خلق الله نذهب حيث شئنا ونأكل من رزق الله ما يكفينا ومن أتى الينا حاربناه حتى يكون
(٥٤٠)