عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٢ - الصفحة ٥٣٨
واحد بحضرة القاضي والمشايخ واهدوا لكل من الحاضرين بقجة من ظرائف الأقمشة الهندية والرومية وعملوا شنكا وحراقة بالازبكية عدة ليال واستهل شهر جمادى الأولى بيوم الاثنين سنة 1217 في يوم الاثنين ثامنه شنقوا ثلاثة من عساكر الاروام أحدهم بباب زويلة والثاني بباب الخرق والثالث بالازبكية بالقرب من جامع عثمان كتخدا وقتلوا أيضا شخصا بالنحاسين وفي يوم الثلاثاء تاسعه عمل الباشا ديوانا وفرق الجامكية على الوجاقلية وفيه وردت الاخبار بوقوع حادثة بين الامراء القبالي والعثمانية وذلك أن شخصا من العثمانية يقال له أجدر موصوفا بالشجاعة والاقدام أراد أن يكبس عليهم على حين غفلة ليكون له ذكر ومنقبة في أقرانه فركب في نحو الألف من العسكر المعدودين وكانوا في طرف الجبل بالقرب من الهو فسبق العين إلى الامراء وأخبرهم بذلك فلما توسطوا سطح الجبل وإذا بالمصرلية أقبلت عليهم في ثلاثة طوابير فأحاطوا بهم فضرب العثمانية بنادقهم طلقا واحدا لا غير ونظروا وإذا بهم في وسطهم وتحت سيوفهم ففتكوا فيهم وحصدوهم ولم ينج منهم الا القليل وأخذ كبيرهم أجدر المذكور أسيرا وانجلت الحرب بينهم وأحضروا أجدر بين يدي الألفي فقال له لأي شيء سموك أجدر فقال الأجدر معناه الأفعى العظيم وقد صرت من اتباعك فقال لكن يحتاج إلى تطريمك واخراج سمك أولا وأمر به فأخذوه وقلعوا أسنانه ثم قتلوه وأخذوا جميع ما كان معهم ومن جملة ذلك أربعة مدافع كبار وفيه قلدوا أحمد كاشف سليم امارة اسيوط وعزل أميرها مقدار بك العثماني بسبب شكوى أهل النواحي من ظلمه وفي منتصفه تواترت الاخبار برجوع الامراء القبالي إلى بحري وانهم وصلوا إلى بني عدي فنهبوا غلالها ومواشيها وقبضوا أموالها وأعطوهم وصولات بختمهم وكذلك الحواوشة وما جاور ذلك من البلاد فشرع
(٥٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 533 534 535 536 537 538 539 540 541 542 543 ... » »»