عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٢ - الصفحة ٤٠٤
وفيه أرسل رئيس الأطباء الفرنساوي نسخا من رسالة ألفها في علاج الجدري لأرباب الديوان لكل واحد نسخة على سبيل المحبة والهدية ليتناقلها الناس ويستعملوا ما أشار اليه فيها من العلاجات لهذا الداء العضال فقبلوا منه ذلك وأرسلوا له جوابا شكر له على ذلك وهي رسالة لا بأس بها في بابها وفي حادي عشره وجدت امرأة مقتولة بغيط عمر كاشف بالقرب من قناطر السباع فتوجه بسبب الكشف عليها رسول القاضي والاغا وأخذوا الغيطانية وحبسوهم وكان بصحبتهم أيضا القبطان الحاكم بالخط ولم يظهر القاتل ثم أطلقوا الغيطانية بعد أيام وفيه كمل المكان الذي أنشؤوه بالازبكية عند المكان المعروف بباب الهواء وهو المسمى في لغتهم بالكمرى وهو عبارة عن محل يجتمعون به كل عشر ليال ليلة واحدة يتفرجون به على ملاعيب يلعبها جماعة منهم بقصد التسلي والملاهي مقدار أربع ساعات من الليل وذلك بلغتهم ولا يدخل أحد اليه الا بورقة معلومة وهيئة مخصوصة وفي سادس عشرة ذكروا في الديوان أن سارى عسكر امر وكيل الديوان ان يذكر لمشايخ الديوان ان قصده ضبط واحصاء من يموت ومن يولد من المسلمين وأخبرهم ان سارى عسكر بونابارته كان في عزمه ذلك وان يقيد له من يتصدى لذلك ويرتبه ويدبره ويعمل له جامكية وافرة فلم يتم مرامه والان يريد تتميم ذلك ويطلب منهم التدبير في ذلك وكيف يكون وذكر لهم ان في ذلك حكما وفوائد منها ضبط الانساب ومعرفة الاعمار فقال بعض الحاضرين وفيه معرفة انقضاء عدة الأزواج أيضا ثم اتفق الرأي على أن يعلموا بذلك قلقات الحارات واخطاط وهم يقيدون على مشايخ الحارات والاخطاط بالتفحص عن ذلك من خدمة الموتى والمغسلين والنساء القوابل وما في معنى ذلك ثم ذكر الوكيل ان سارى عسكر ولد له مولود
(٤٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 ... » »»