المؤمن كفر ولسنا عصاة ولا مخالفين وما خرجنا من مصر عجزا ولا جبنا عن الحرب الا طاعة للسلطان ولنائبه فإنه أمرنا بالخروج حتى تسكن الفتن وحقنا للدماء ووعدنا انه يسعى لنا في الصلح فخرجنا لأجل ذلك ولم نرض باشهار السلاح في وجوهكم وتركنا بيوتنا وحريمنا في عرض السلطان ففعلتم بهم ما فعلتم ونهبتم أموالنا وبيوتنا وهتكتم اعراضنا وبعتم أولادنا واحرارنا وأمهات أولادنا وهذا الفعل ما سمعنا ببه ولا في بلاد الكفر وما كفاكم ذلك حتى أرسلتم خلفنا العساكر يخرجونا عن بلاد الله وتهددونا بكثرتكم وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله وان عساكر مصر أمرها في الحرب والشجاعة مشهور في سائر الأقاليم والأيام بيننا وكان الأولى لكم الاجتهاد والهمة في خلاص البلاد التي غصبها منكم الكفار واستولوا عليها مثل بلاد القرم والودن وإسماعيل بك وغير ذلك وأمثال هذا القول وتخشين الكلام تارة وتليينه أخرى وفي ضمن ذلك آيات وأحاديث وضرب أمثال وغير ذلك فأجابهم عابدى باشا ونقض عليهم ونسب كاتبهم إلى الجهل بصناعة الانشاء وغير ذلك مما يطول شرحه وانقضت هذه السنة وما وقع بها من الحوادث الغريبة من مات في هذه السنة توفي الشيخ العلامة المحقق والفهامة المدقق شيخنا الشيخ محمد ابن موسى الجناجي المعروف الشافعي وهو مالكي المذهب أحد العلماء المعدودين والجهابذة المشهورين تلقى عن مشايخ عصره ولازم الشيخ الصعيدى ملازمة كلية وصار مقرئه ومعيدا لدروسه وأخذ عن الشيخ خليل المغربي والسيد البليدى وحضر على الشيخ يوسف الحفني والملوى وتمهر في المعقول والمنقول ودرس الكتب المشهورة الدقيقة مثل المغني لابن هشام والاشموني والفاكهي والسعد وغير ذلك واخذ علم الصرف عن بعض علماء الاروام وعلم الحساب والجبر والمقابلة وشباك بن الهائم
(٦٥٠)