حسن المذاكرة والمرافقة مع مداومة الذكر وتلاوة القرآن غالبا توفي تاسع عشر رمضان في بيت بعض أحبابه بعلة البطن وصلى عليه الشيخ أحمد بن محمد الراشدي ودفن بالمجاورين ومات العمدة الفاضل اللغوي الماهر المنشىء الأديب الشيخ عبد الله ابن منصور التلباني الشافعي المعروف بكاتب المقاطعة وهو بن أخت الشيخ المعمر أحمد بن شعبان الزعبلي ولد سنة 1098 تقريبا وأدرك الطبقة الأولى من الشيوخ العزيزي والعشماوي والنفراوى وكانت له معرفة تامة بعلم اللغة والقراءة واقتنى كتبا نفيسة في سائر الفنون وكان سموحا باعارتها لأهلها وكان يعرف مظنات المسائل في الكتب وكان الأشياخ يجلونه ويعرفونه مقامه ولما دخل الشيخ ابن الطيب أحبه واغتبط به وبصحبته وحصل حاشيته على القاموس في مجلدين حافلين استكتابا وقرظ على شرح البديعية لعلي بن تاج الدين القلعي ذكر فيه من نوع وسع الاطلاع له ولم يزل حتى فأجاته المنون في ثالث عشرين شعبان من السنة وصلي عليه بالجامع الأزهر ودفن شرقي مقام سيدي عبد الله المتوفي بالمجاورين رحمه الله ومات الأمير الجليل إبراهيم أفندي الهياتم جمليان مطعونا في نهار الأربع ثالث عشرين المحرم من السنة سنة ست وثمانين ومائة وألف فيها في المحرم خرج علي بك إلى جهة البساتين كما تقدم في أواخر العام الماضي وعمل متاريس ونصب عليها المدافع من البحر إلى الجبل واجتهد في تشهيل تجريدة وأميرها علي بك الطنطاوي وصحبته باقي الامراء الذين قلدهم والعسكر فعدوا في منتصفه لمحاربة محمد بك أبي الذهب وإسماعيل بك ومن معهما وكانوا سائرين يريدون مصر فتلاقوا
(٤١٥)