عجائب الآثار - الجبرتي - ج ١ - الصفحة ٣٦٠
فقال له بعضهم أرنا سيفك فامتنع وقال إن سيفي لا يخرج من غمده لأجل الفرجة ثم ستوا وأخذ في نفسه منهم وعلم أنهم سيخبرون سيدهم بذلك فلا يأمن غائلته وذلك أن احمد بك هذا لم يكن مملوكا لعلي بك وانما كان أصله من بلاد بشناق حضر إلى مصر في جملة اتباع علي باشا الحكيم عندما كان واليا على مصر في سنة 1169 فأقام في خدمته إلى سنة 1171 وتلبس صالح بك بامارة الحج في ذلك التاريخ فاستأذن احمد بك المذكور علي باشا في الحج واذن له فحج مع صالح بك واكرمه وأحبه والبسه زي المصريين ورجع صحبته وتنقلت به الأحوال وخدم عند عبد الله بك علي ثم خدم عند علي بك فأعجبه شجاعته وفروسيته فرقاه في المناصب حتى قلده الصنجقية وصار من الامراء المعدودين فلم يزل يراعي منة صالح السابقة عليه فلما عزم علي بك على خيانة صالح بك السابقة وغدره خصصه بالذكر وأوصاه ان يكون أول ضارب فيه لما يعلمه في من العصبية له فقيل له ان احمد بك أسر ذلك إلى صالح بك وحذره غدر علي بك إياه فلم يصدقه لما بينهما من العهود والايمان والمواثيق ولم يحصل منه ما يوجب ذلك ولم يعارضه في شيء ولم ينكر عليه فعلا فلما اختلى صالح بك بعلي بك أشار البه بما بلغه فحلف له علي بك بان ذلك نفاق من المخبر ولم يعلم من هو فلما حصل ما حصل ورأى مراقبة الجماعة له ومناقشتهم له عند استقرارهم بالقلعة تخيل وداخله الوهم وتحقق في ظنه تجسم القضية فلما نزلوا من القلعة وانصرفوا إلى منازلهم تفكر تلك الليلة وخرج من مصر وذهب إلى الإسكندرية وأوصى حريمه بكتمان امره ما أمكنهم حتى يتباعد عن مصر فلما تأخر حضوره بمنزل علي بيك وركوبه سألوا عنه فقيل له انه متوعك فحضر اليه في ثاني يوم محمد بيك ليعوده وطلب الدخول اليه فلم يمكنهم منعه فدخل إلى محل
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»