عجائب الآثار - الجبرتي - ج ١ - الصفحة ٢٢٢
أيضا فسكت القاضي فقال الباشا هذا يحتاج إلى المراجعة ثم قال الشيخ سليمان وأما التوجيهات ففيها تنظيم وصلاح وأمر في محله وانفض الديوان على ذلك وكتب الشيخ عبد الله الشبراوي عرضا في شأن المرتبات من انشائه ولولا خوف الإطالة اسطرته في هذا المجموع ثم إنهم عملوا مصالحة على تنفيذ ذلك فجعلوا على كل عثماني نصف جنزرلي وحضروا المرتبات في قائمقامية إبراهيم بك أبي شنب وابن درويش بك وقطامش وعلي بك الصغير تابع ذي الفقار بك من سنة ثلاثين فبلغت ثمانية وأربعين الف عثماني فكانت أربعة وعشرين الف جنزرلي فقسموها بينهم وأرسلوا إلى عثمان بك ورضوان بك الف جنزرلي فأبيا من قبولها وقالا هذه دموع الفقراء والمساكين فلا نأخذ منها شيئا فان رجع رد الجواب بالقبول كانت مظلمة وان جاء بعدم القبول كانت مظلمتين الطاعون ووقع الطاعون المسمى بطاعون كو ويسمى أيضا الفصل العائق يأخذ على الرائق ومات به كثير من الأعيان وغيرهم بحيث مات من بيت عثمان كتخدا القازدغلي فقط مائة وعشرون نفسا وصارت الناس تدفن الموتى بالليل في المشاعل ووقع في أيامه الفتنة التي قتل فيها عدة من الامراء وسببها ان صالح كاشف زوج هانم بنت ايواظ بك كان ملتجئا إلى عثمان بك ذي الفقار وتزوج ببنت ايواظ بك بعد يوسف بك الخائن وكان من القاسمية فحرضته على طلب الامارة والصنجقية وتأخذ له فائظ عشرين كيسا وكلم عثمان بك في شأن ذلك فوعده ببلوغ مراده وخاطب محمد بك قيطاس المعروف بقطامش وهو إذ ذاك كبير القوم في ذلك فلم يجبه وقال له تريد ان تفتح بيتا للقاسمية فيقتلونا على غفلة هذا لا يكون ابدا ما دمت حيا وكان عثمان بك المذكور أخذ كشوفية
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»