عجائب الآثار - الجبرتي - ج ١ - الصفحة ١٩٦
نياتهما فان جركس هذا كان من أظلم خلق الله واتباعه كذلك وخصوصا سراجه المعروف بالصيفي وطائفته وكانت أيامه شر الأيام وحصل منهم من أنواع الفساد والافساد مالا يمكن ضبطه وكان موته في أواخر رمضان سنة 1142 ومات الأمير علي بك المعروف بالهندي وهو مملوك احمد بك تابع أيواظ بك الكبير جرجي الجنس تقلد الامارة والصنجقية بالديار الرومية وذلك أنه لما قلد إسماعيل بك بن ايواظ أستاذ احمد بك الصنجقية والامارة على السفر إلى بلاد مورة في سنة 1127 عوضا عن يوسف بك الجزار جعل عليا هذا كتخداه فلما توجهوا إلى هناك وتلاقوا في مصاف الحرب هجم المصريون على طابور العدو بعد انهزام الروميين فكسروا الطابور وانهزم العدو واستشهد احمد بك أمير العسكر المصري فلما رجعوا إلى إسلامبول ذكروا ذلك وحكوه لرجال الدولة فانعموا على علي الهندي وأعطوه صنجقية أستاذه احمد بك وأعطوه مرسوما بنظر الخاصكية قيد حياته زيادة على ذلك ورجع إلى مصر ولم يزل معدودا في الامراء الكبار مدة دولة إسماعيل بك ابن سيد أستاذه حتى قتل إسماعيل بك وأراد قتله محمد بك جركس هو وعلي بك الأرمني المعروف بأبي العدبات فدافع عنهما محمد باشا وقال إن الهندي منظور مولانا السلطان والأرمني أمين العنبر وناصح في بخدمته وضمن عائلتهما الباشا فاستمروا في إمارتهما فلما استوحش جركس من ذي الفقار وجرد عليه وهو في كشوفية المنوفية هرب وحضر إلى مصر ودخل عند علي بك الهندي المذكور فاخفاه عنده خمسة وستين يوما ثم انتقل إلى مكان آخر والمترجم يكتم أمره فيه وجركس واتباعه يتجسسون ويفحصون عليه ليلا ونهارا وعزل جركس محمد باشا وحضر علي باشا ودبروا أمر وظهور ذي الفقار مع عثمان كتخدا القاذرغلي
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»