عجائب الآثار - الجبرتي - ج ١ - الصفحة ١٧٢
الأموال وينقب النقوب ويدبر الحروب حتى تم لهم الامر بعد وقائع وأمور ذكرنا بعضها في ولاية خليل باشا وفي بعض التراجم وتقلد المترجم امارة الحج وطلع به في تلك السنة وتقلد قائمقامية في 1126 عن عابدي باشا ولما حقدوا على إسماعيل بك بن سيده ودبروا على ازالته في أيام رجب باشا وظهر جركس من اختفائه بعد ان اخرجوا المترجم ومن معه بحجة وقوف العرب وقتلوا من كان منهم بمصر وأخرجوا لهم تجريدة قام المترجم في تدبير الامر واختفى إسماعيل بك ودخل منهم من دخل إلى مصر سرا ووزع المماليك والأمتعة على أرباب المناصب والسدادرة وأشاع ذهابهم إلى الشام مع الشريف يحيى وتصدر هو للامر وكتم أموره ولم يزل يدبر على اظهار ابن سيده واستمال أرباب الحل والعقد وانفق الأموال سرا وضم اليه من الاخصام أعاظمهم وعقلاءهم مثل احمد بك الأعسر وقاسم بك الكبير واتفق معهم على اظهار إسماعيل بك وأخيه إسماعيل بك جرجا وعمل وليمة في بيته جمع فيها محمد بك جركس وباقي أرباب الحل والعقد وأبرز لهم إسماعيل بك ومن معه بعد المذاكرة والحديث والتوطئة وتمموا أغراضهم وعزلوا الباشا وأنزلوه من القلعة وتأمر إسماعيل بك وظهر أمره كما كان وتولى الدفتردارية في سنة 1127 بعد انفصاله من امارة الحج ثم عزل عنها واستمر أمير مسموع الكلمة وافر الحرمة إلى أن مات في سنة 1134 ووقع له مع العرب عدة وقائع وقتل منهم الوفا فلذلك يسمى بالجزار ولما مات قلدوا مملوكه إبراهيم أغا الصنجقية عوضا عنه ومات الأمير الجليل فانصوه بك القاسمي تابع قيطاس بك الكبير الدفتردار الذي كان بقناطر السباع رباه سيده وأرخى لحيته وجعله كتخداه وسافر معه إلى سفر الجهاد في سنة 1126 فمات سيده بالسفر فقلدوه الامارة والصنجقية بالديار الرومية عوضا عن سيده وحضر إلى
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»