عجائب الآثار - الجبرتي - ج ١ - الصفحة ١٣٨
حوايج الناس ويؤاسي الفقراء ولما ثقل في المرض قسم ماله بين أولاده وبين الخواجا عبد الله بن الخواجا محمد الكبير وبين ابن احمد أخي عبد الله كما فعل الخواجا الكبير فإنه قسم المال بين الدادة وبين عبد الله وأخيه احمد وكان المال ستمائة كيس والمال الذي قسمه الدادة بين أولاده وبين عبد الله وابن أخيه وهم قاسم واحمد ومحمد جربجي وعبد الرحمن والطيب وهؤلاء أولاده لصلبه وعبد الله بن الخواجا الكبير وابن أخيه الذي يقال له ابن المرحوم الف وأربعمائة وثمانون كيسا خلاف خان الحمزاوي وغيره من الاملاك وخلاف الرهن الذي تحت يده من البلاد وفائظها ستون كيسا والبلاد المختصة به أربعون كيسا وذلك خلاف الجامكية والوكائل والحمامات وثلاث مراكب في بحر القلزم وكل ذلك احداث الدادة واصل المال الذي استلمه الدادة في الأصل من الخواجا محمد الكبير سنة احدى عشرة ومائة والف تسعون كيسا لما عجز عن البيع والشراء ولما فعل ذلك وقسم المال بين الدادة وبين عبد الله وأخيه بالثلث غضب عبد الله وقال هو أخ لنا ثالث فقال أبو عبد الله لا يقسم المال الا مناصفة له النصف ولك ولأخيك النصف وهذا الموجود كله لسعد الدادة ومكسبه فاني لما سلمته المال كان تسعين كيسا وها هو الآن ستمائة كيس خلاف ما حدث من البلاد والحصص والرهن والاملاك فكان كما قال وكان جاعلا لعبد الله مرتبا في كل يوم الف نصف فضة برسم الشبرقة خلاف المصروف والكساوي له ولأولاده ولعياله إلى أن مات يوم السبت سادس عشر رجب سنة سبع وثلاثين ومائة والف وحضر جنازته جميع الامراء والعلماء وأرباب السجاجيد والوجاقات السبعة والتجار وأولاد البلد وكان مشهده عظيما حافلا بحيث ان أول المشهد داخل إلى الجامع ونعشه عند العتبة الزرقاء وكان ذكيا فهيما دراكا سعيد الحركات وعلى قدر سعة حاله وكثرة ايراده ومصرفه لم يتخذ كاتبا ويكتب ويحسب لنفسه
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»