تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق١ - الصفحة ١٥٠
فدخل على عثمان في البيت فحاوره في الخلع فأبى فخرج ودخل آخر ثم آخر كلهم يعظه فيخرج ويفارق القوم وجاء ابن سلام فوعظهم فهموا بقتله ودخل عليه محمد بن أبي بكر فحاوره طويلا بما لا حاجه إلى ذكره ثم استحيا وخرج ثم دخل عليه السفهاء فضربه أحدهم وأكبت عليه نائلة امرأته تتقى الضرب بيدها فنفحها أحدهم بالسيف في أصابعها ثم قتلوه وسال دمه على المصحف وجاء غلمانه فقتلوا بعض أولئك القاتلين وقتلاء أخر وانتهبوا ما في البيت وما على النساء حتى نائلة وقتل الغلمان منهم وقتلوا من الغلمان ثم خرجوا إلى بيت المال فانتهبوه وأرادوا قطع رأسه فمنعهم النساء فقال ابن عديس اتركوه ويقال ان الذي تولى قتله كنانة بن بشر النجيبي وطعنه عمرو بن الحمق طعنات وجاء عمير بن ضابئ وكان أبوه مات في سجنه فوثب عليه حتى كسر ضلعا من أضلاعه وكان قتله لثمان عشرة خلت منذ ذي الحجة وبقي في بيته ثلاثة أيام ثم جاء حكيم ابن حزام وجبير بن مطعم إلى على فأذن لهم في دفنه فخرجوا به بين المغرب والعشاء ومعهم الزبير والحسن وأبو جهم بن حذيفة ومروان فدفنوه في حش كوكب وصلى على جبير وقيل مروان وقيل حكيم ويقال ان ناسا تعرضوا لهم ليمنعوا من الصلاة عليه فأرسل إليهم على وزجرهم وقيل إن عليا وطلحة حضرا جنازته وزيد بن ثابت وكعب بن مالك وكان عماله عند موته على ما نذكره فعلى مكة عبد الله بن الحضرمي وعلى للطائف القاسم بن ربيعة الثقفي وعلى صنعاء يعلى بن منية وعلى الجند عبد الله بن ربيعة وعلى البصرة و البحرين عبد الله بن عامر وعلى الشأم معاوية بن أبي سفيان وعلى حمص عبد الرحمن بن خالد من قبله وعلى قنسرين حبيب بن مسلمة كذلك وعلى البحرين عبد الله بن قيس الفزاري وعلى القضاء أبو الدرداء وعلى الكوفة أبو موسى الأشعري على الصلاة والقعقاع بن عمرو على الحرب وعلى خراج السواد جابر المزني وسماك الأنصاري على الخراج وعلى قرقيسيا جرير بن عبد الله وعلى آذربيجان الأشعث بن قيس وعلى حلوان عتيبة بن النهاس وعلى اصبهان السائب بن الأقرع وعلى ماسبدان خنيس وعلى بيت المال عقبة بن عمرو وعلى القضاء زيد بن ثابت * (بيعة علي رضي الله عنه) * لما قتل عثمان اجتمع طلحة والزبير والمهاجرون والأنصار وأتوا عليا يبايعونه فأبى وقال أكون وزيرا لكم خير من أن أكون أميرا ومن اخترتم رضيته فألحوا عليه وقالوا لا نعلم أحق منك ولا نختار غيرك حتى غلبوه في ذلك فخرج إلى المسجد وبايعوه وأول من بايعه طلحة ثم الزبير بعد أن خيرهما ويقال انهما ادعيا الاكراه بعد ذلك بأربعة
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»