قرأ العلم في صغره وسمع من هشيم وعباد بن العوام ويوسف بن عطية وأبي معاوية الضرير وطبقتهم وروى عنه يحيى بن أكثم وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي والأمير عبد الله بن طاهر وبرع في الفقه والعربية وأيام الناس ولما كبر عني بعلوم الأوائل ومهر في الفلسفة فجره ذلك إلى القول بخلق القرآن وكان من رجال بني العباس حزما وعزما وعلما وحلما ورأيا ودهاء وشجاعة وسؤددا وسماحة قال ابن أبي الدنيا كان أبيض ريعة حسن الوجه تعلوه صفرة وقد وخطه الشيب أعين طويل اللحية ولما خلعه الأمين غضب ودعا إلى نفسه بخرسان فبايعه الناس وأمه أم ولد اسمها مراجل ماتت أيام نفاسها به وادعى المأمون الخلافة وأخوه حي في آخر سنة خمس وتسعين ومائة إلى أن قتل الأمين فاجتمع الناس عليه ببغداد في أول سنة ثمان وكان فصيحا مفوها كان يقول معاوية بعمره وعبد الملك بحجاجه وأنا بنفسي كان يختم كل رمضان ثلاثين ختمة قال يحيى بن أكثم قال المأمون أريد أن أحدث فقلت ومن أولى بهذا من أمير المؤمنين فقال ضعوا لي منبرا ثم صعد فأول ما حدث حدثنا هشيم عن أبي الجهم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رفع الحديث قال أمرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار ثم حدث بنحو ثلاثين حديثا ثم نزل فقال لي كيف رأيت يا يحيى مجلسنا فقلت أجل مجلس يفقه الخاصة والعامة قال ما رأيت لكم حلاوة وإنما المجلس لأصحاب
(٥٨٤)