فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٥٥٧
* فلمثل هذا اليوم كنت مؤملا * وإليه كنت على المدى متشوقا * * يا جيرة صفت الحياة بقربهم * وغدا بهم روض المسرة مونقا * * لا تحسبوا أني سررت بغيركم * مذ كان شمل وصالنا متفرقا * * وحياتكم ما لي سواكم مرتجي * أبدا ولست بغيركم متعلقا * * لكنني أخشى على أسراركم * دمعا غدا متدافعا متدفقا * * قد عبرت عبراته عن كل ما * أخفي بطول بكائها لا منطقا * * أحببتكم وأشعت حب سواكم * إذ كنت حذرانا عليكم مشفقا * * ولقد وجدت لبينكم يا سادتي * ما أزعج القلب المشوق وأقلقا * وقال أيضا * سأودعك السر الذي قد كتمته * وأعلمك الأمر الذي قد علمته * * وأفهمك المعنى اللطيف من الهوى * وأشرحه حتى تقول فهمته * * فعندي حديث منك سوف أقوله * إذا ما خلونا ساعة الوصل قلته * * وتقرأ من شوقي كتابا مترجما * بدمعي على خدي إليك كتبته * * وبي منك داء أصله كان نظرة * عدمت اصطباري عنك لما وجدته * * سألت طبيب الحي ماذا دواؤه * فرق لما أشكوه لما سألته * * أراني إذا أبصرت شخصك مقبلا * تغير مني الحال عما عهدته * * وقال جليسي ما لوجهك أصفرا * فقلت له بالرغم مني صبغته * * ومد لمن تهوى فقلت أهابه * ويشرقني دمعي إذا ما ذكرته * وقال وقد رأى زفة مليح ليلة عرسه * عاينت في بارحتي زفة * قضيت فيها كل أوطاري * * وشمعها مثل نجوم الدجى * محيطة بالقمر الساري * * ما زلت مذ عاينتها قائلا * يا ليتها كانت إلى داري * فلما سمع والد العروس هذه الأبيات حمل وله طبق حلوى وأتى به إلى باب الشيخ تقي الدين لما كان يعتقده فيه وقال أيضا وهو عليل * بالله إن حضرت لديك منيتي * وشهدت من روحي الغداة حمامها *
(٥٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 552 553 554 555 556 557 558 559 560 561 562 ... » »»