كان جده فقيها بالرواحية وولد الشيخ برهان الدين سنة ستين وستمائة وأمه أم ولد عاشت إلى بعد العشرين وسبعمائة سمعه أبوه الكثير في الصغر من ابن عبد الدايم وابن أبي اليسر وبرع في الفقه على والده وقرأ العربية على عمه شرف الدين وقرأ الأصول وبعض المنطق وتفنن وجود الكتابة ونشأ في صون وخير وإكباب على العلم والإفادة وتخرج به الأصحاب وأذن في الفتوى لجماعة وانتهى إليه إتقان غوامض المذهب علق على التنبيه شرحا في مجلدات وكان عذب العبارة صادق اللهجة طلق اللسان طويل الدروس وكان له حظ من صلاة وصيام وذكر وفيه لطف وتواضع ولزوم خير وكف عن الغيبة وعن أذى الناس وكان كل شهر يعمل طعاما لفقهاء البادرائية ويقف في خدمتهم وكان واسع البذل يعود المرضى ويشيع الجنائز وكان لطيف المزاج نحيف الجسم أبيض حلو الصورة رقيق البشرة معتدل القامة قليل الغذاء جدا يديم التنقل بالخيار شنبر وربما انزعج في المناظرة ولى الخطابة بالجامع الأموي بعد عمه شرف الدين ثم عزل نفسه بعد شهر ولما توفي قاضي القضاة نجم الدين بن صصرى طلب للقضاء فامتنع وكان فيه رفق ورحمة يكره الفتن ولا يدخل فيها وله جلالة ووقع في النفوس وكانت وفاته في سنة تسع وعشرين وسبعمائة ودفن عند والده بباب الصغير وكانت جنازته مشهورة رحمه الله تعالى
(٧٧)