وخمس مائة قال الوزير عون الدين بن هبيرة قال لي المستنجد يوما وقد جرى بيننا قراءة من قرأ * (فتبينوا) * النساء 4 / 94 الحجرات 49 / 6 بالنون فقال من قرأ بالنون أحسن ممن قرأ بالثاء لأن من تبين تثبت وقد يتثبت من لا يتبين وكتب كمال الدين محمد بن عبد الله الشهرزوري القاضي إليه لما قدم بغداد رسولا من قبل نور الدين محمود بن زنكي إلى المستنجد قصة على رأسها من محمد بن عبد الله الرسول فوقع عند اسمه بقلمه صلى الله عليه وسلم وخطب علوي بلخي تدريس المدرسة النظامية ببغداد بقصة رفعها إليه فوقع المستنجد عليها لقد فعرضت القصة بالتوقيع على الوزير عون الدين فعرضها على أصحاب الديوان فأعياهم حل رمز المستنجد التوقيع فقال الوزير هذا إشارة إلى قول القائل (من الطويل) * لقد هزلت حتى بدا من هزالها * كلاها وحتى سامها كل مفلس * فحكي ذلك للخليفة فتعجب من تفطنه لذلك وامتدحه الحيص بيص الشاعر بقصيدة واقترح فيها أن تجعل بعقوبا له معيشة وهي بلدة تغل فيكل سنة اثني عشر ألف دينار فوقع المستنجد على ظهر قصته (من الكامل) * لو أن خفة رأسه في رجله * لحق الغزال ولم يفته الأرنب * وقيل إن ليلته حانت من ابنة عمه فلما توجه إليها وجد في طريقه بعض حجرات جواريه مفتوح الباب غير مغلق فدخل إليها فقالت له الجارية امض إلى منامك فإنني أخاف أن تعلم ابنة عمك ولا آمن شرها فقال في ساقها خلخال إذا جاءت عرفت بها فمضت إليها جارية ووشت بالحال فرمت خلخالها إلى أعالي ساقها وقصدت المقصورة ففاحت الروائح العطرة فنم ذلك عليها فخرج من الباب الآخر ثم قال (من الكامل) * استكتمت خلخالها ومشت * تحت الظلام به فما نطقا * * حتى إذا هبت نسيم الصبا * ملأ العبير بنشرها الطرقا * وقد ذكرت هنا ما قلته في هذا المعنى قلت (المتقارب) * إذا شئت حليك ألا يشي * وقد زرت في الحندس المظلم * * فردي السوار مكان الوشاح * وخلي وشاحك في المعصم *
(١٣٥)