المنفصل منه الذاهب في عمق) الأرض وذكر أبو عيسى الوراق أن بعض أصحاب هشام قال إن الله تعالى مماس لعرشه لا يفضل عن عرشه ولا ينقص تنزه الله سبحانه وتعالى عن ذلك وتقدس وحكى عنه مقالات شنيعة يكفي إحداها في تكفيره وتضليله وكفرته الإمامية بتجويزه المعصية على الأنبياء وعدم تجويز المعصية على الإمام حتى قال عصى محمد ربه في أخذه الفداء من أسارى بدر ثم عفا عنه وفرق بين الأنبياء والإمام بأن قال النبي إذا عصى أتى عليه وحي عرفه المعصية والإمام لا يأتيه وحي فلهذا جازت المعصية على الأنبياء دون الإمام 3 (المؤيد الأموي)) هشام بن الحكم بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي المؤيد وسمى أمير المؤمنين صاحب الأندلس تولى بكرة يوم الاثنين لخمس خلون من صفر سنة ست وستين وثلاثمائة ومولده في جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وأمه صبح جارية أم ولد كان قد رباها صهر محمد بن أبي عامر وكانت تعرفه ويعرفها فمن هنا كان ابن أبي عامر وكيلا لابنها المؤيد هشام لحديث يطول ذكره وتولى الحجوبية له ثم وثب على الملك وأكفأه كما يكفأ الإناء وكان المؤيد قدعا طاهر الثوب متنزها عن الريب وكانت فيه غفلة وصحة مذهب قال ابن حزم في كتاب الملل والنحل أنذرنا الجفلى لحضور دفن المؤيد هشام بن الحكم المستنصر فرأيت أنا وغيري نعشا وفيه شخص مكفن وقد شاهد غسله رجلان شيخان جليلان حكمان من حكام المسلمين من عدول القضاة في بيت وخارج البيت أبي رحمه الله وجماعة عظماء البلد ثم صلينا عليه في ألوف من الناس ثم لم يليث الاشهورا نحو التسعة حتى ظهر حيا وبويع بالخلافة ودخلت إليه أنا وغيري وجلست بين يديه وبقي كذلك ثلاثة أعوام غير شهرين وأيام حتى لقد أدى ذلك إلى تشويش جماعة لهم عقول في ظاهر الأمر إلى أن ادعوا حياته إلى الآن وزاد الأمر حتى أظهروا بعد ثلاث وعشرين سنة من موته على الحقيقة إنسانا قالوا هو هذا وسفكت بذلك الدماء وهتكت الأستار وأخليت الديار وأثيرت الفتن انتهى وقال صاحب الريعان والريحان فلما شعرت العامة بذلك يعني موت عبد الملك بن الحاجب محمد بن أبي عامر المسمى بالمنصور لأن أخاه عبد الرحمن سمه في نصف تفاحة كما تقدم في ترجمة عبد الملك المذكور قال وثبت العامة على عبد الرحمن فقتله) وثارت الفتن بقرطبة الزانية وإنما
(٢٠٤)