الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٧ - الصفحة ١٠٧
وتخفيف الواو وبعد الألف راء زوجة الفرزدق وابنة عمه جدها ضبيعة هو الذي عقر جمل عائشة رضي الله عنها يوم الجمل وكان النوار قد خطبها رجل من قريش فبعثت إلى الفرزدق تسأله أن يكون وليها فقال إن بالشام من هو أقرب إليك مني وما آمن أن يقدم قادم فينكر ذلك علي فأشهدي عليك أنك قد جعلت أمرك إلي ففعلت فخرج بالشهود فقال أشهدكم أنها قد جعلت أمرها إلي وأنا أشهدكم أني قد تزوجتها على مائة ناقة حمراء سود الحدق فغضبت من ذلك واستعدت عليه) وخرجت إلى عبد الله بن الزبير والعراق والحجاز يومئذ إليه وخرج الفرزدق أيضا يتبعها فنزلت النوار على خولة بنت منظور بن زبان الفزارية زوجة عبد الله بن الزبير فرققتها وسألتها الشفاعة لها وأما الفرزدق فنزل على حمزة بن عبد الله بن الزبير وهو ابن خولة ومدحه فوعده الشفاعة فتكلمت خولة في النوار ويتكلم حمزة في الفرزدق فأنجحت خولة وأمر عبد الله بن الزبير للفرزدق أن لا يقربها حتى تصير إلى البصرة فيحتكمان إلى عامله عليها فخرجا وقال الفرزدق * أما البنون فلم تقبل شفاعتهم * وشفعت بنت منظور بن زبانا * * ليس الشفيع الذي يأتيك متزرا * مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا * ثم إن الفرزدق اتفق معها وبقي زمانا لا يولد له ولد ثم ولد له بعد ذلك عدة أولاد منها مذكورين في ترجمة أبيهم ثم إن الفرزدق لم تزل به إلى أن طلقها لأمر يطول شرحه ثم إن ندم على ذلك وقال * ندمت ندامة الكسعي * لما غدت منه مطلقو نوار * * وكانت جنتي فخرجت عنها * كآدم حين أخرجه الضرار * ثم إنه راجعها واتفق بعد ذلك أنه أراد امرأة شريفة على نفسها فامتنعت عليه فتهددها بالهجاء والفضيحة فاستعانت عليه بالنوار وقصت أمرها فقالت لها واعديه ليلة ثم أعلميني ففعلت وجاءت النوار فدخلت الحجلة مع المرأة فلما دخل الفرزدق البيت أمرت الجارية فأطفأت السراج وبادرت المرأة الخروج من الحجلة ودخل الفرزدق الحجلة فوقع بالنوار وهو لا يشك أنها صاحبته فلما فرغ قالت له يا عدو الله يا فاسق فعرف نغمتها وأنه خدع فقال هلا وأنت هي يا سبحان الله ما أطيبك حراما وأردأك حلالا وأخبارهما مذكورة في كتاب الأغاني وتزوج الفرزدق عليها عدة من النساء وهي في حباله وتوفيت في حياته وأوصت بأن يصلي الحسن البصري عليها فصلى ودار بينه وبين الفرزدق كلام يأتي في ترجمة الفرزدق إن شاء الله
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»