ولما دخل إلى بغداد هذه المرة كان للخليفة ولدان أحدهما الإمام المستظهر والآخر أبو الفضل جعفر بن بنت السلطان وان الخليفة قد بايع لولده المستظهر بولاية العهد لأنه الأكبر فألزمه السلطان أن يعزل المستظهر ويولي ابن بنته ويسلم إليه بغداد ويخرج الخليفة إلى البصرة فشق ذلك على الخليفة وبالغ في استنزال السلطان عن هذا الرأي فلم يفعل فسأله المهلة عشرة أيام [246] ليتجهز فأمهله فقيل إن الخليفة في تلك الأيام جعل يصوم ويطوي وإذا أفطر جلس على الرماد للإفطار ويدعو الله على السلطان فمرض تلك الأيام ومات في التاريخ المذكور وحكى الهمذاني أن سواديا لقيه فقال ابتعت بطيخا بدريهمات لا أملك غيرها فلقيني ثلاثة أغلمة أتراك فأخذوه مني وقال غيره فقال أمسك واستدعى فراشا وقال له إن نفسي تاقت إلى البطيخ فطف في العسكر فمن كان عنه شيء فائتي به فعاد ومعه بطيخ وكان ذلك في باكورة البطيخ فقال عند من كان قال عند الأمير الفلاني فأحضره فقال له من أين لك هذا البطيخ قال أحضره الغلمان فقال أريدهم
(٢٩)