الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٤ - الصفحة ٢٩٣
* وأنه خاض في هيجائها وجلا * غمارها واصطلاها وهي تشتعل * * وصدهم وهم كالبحر غذ صدموا * ببأسه وحمى الإسلام إذ حملوا * * فمزقتهم سطاه ذا يسير وذا * عان أسير وذا في الترب منجدل * * كأن أسهمه والموت يبعثها * بين المنايا وأرواح العدى رسل * * كأن هاربهم والخوف يطلبه * يبدو لديه مثال منه أو مثل * * فإن تنبه يوما راعه وإذا * أغفى جلته عليه في الكرى المقل * * وعاد والنصر معقود برايته * والمغل ما بين أيدي خيله خول * * قد جمع الله فيه كل مفترق * في غيره فهو دون الناس مكتمل * * فعن ندى يده حدث ولا حرج * اليم تم وعم العارض الهطل * * استغفر الله اين الغيث منفصلا * من بره وهو طول الدهر متصل * * عطاء من ليس يثني فيض راحته * عن الندى سأم يوما ولا ملل * * من حاتم عد عنه واطرح فيه * في الجود لا بسواه يضرب المثل * * اين الذي بره الآلاف يتبعها * كرائم الخيل ممن بره الإبل) * (لو مثل الجود مسرحا قال حاتمهم * لا ناقة لي في هذا ولا جمل * * أحاط بالناس سور من كفالته * ظل لهم وعلى أعدائه ظلل * * أضحوا به في مهاد الأرض يكلأهم * من رأفة بهم يقظان إن غفلوا * * يحنو عليهم ويعفو عن مسيئهم * حلما ويصفح عنهم إن هم جهلوا * * وأعدل الناس أياما فلا شطط * في الحكم منه ولا حيف ولا ملل * * أطاع خالقه في ما تقلده * فما عن الدين بالدنيا له شغل * * إن رام صيدا فما الكندي مفتخرا * بالخيل في الصيد إلا مطرق خجل * * لكل طرف يفوت الطرف منظره * لا يأخذ الصيد إلا وهو منفتل * * في فتية من حماة الترك ليس لهم * إلا التعلم من إقدامه أمل * * إن يقتلوا الصيد في أيدي الجوارح بل * جوارح اللحظ إن يرموا بها قتلوا * * عزا وصونا لمن دان الأنام له * حتى السهام إلى أغراضه ذلل * أو حاول اللعب المعهود بالكرة التي بها تستعين البيض والأسل
(٢٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»