الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٤ - الصفحة ٢٩٠
((حرف اللام)) ((لاجين)) 3 (الملك المنصور)) لاجين السلطان الملك المنصور حسام الدين المنصوري مملوك المنصور قلاوون أمره أستاذه عندما تسلطن وبعثه نائبا على قلعة دمشق فلما تسلطن سنقر الأشقر بدمشق ودخل القلعة قبض عليه فلما انكسر سنقر الأشقر أخرجه الأمير علم الدين الحلبي ثم رتب في نيابة السلطنة بمرسوم السلطان ودخل عفي خدمته إلى دار السعادة فعمل بالنيابة أحد عشر سنة ثم عزله الأشرف بالشجاعي وكان جيد السيرة محببا إلى الدماشقة فيه عقل زايد وسكون وشجاعة مشهورة ودين وإسلام وكان شابا أشقر في لحيته طول يسير وخفة وجهه رقيق معرق وعليه هيبة وهيئة تامة في قده رشاقة خنق بين يدي الملك الأشرف خليل ثم خلي فإذا فيه روح ورق له السلطان وأطلقه ورده إلى رتبته ويقال أنه إنما قام على الأشرف لأنه تعرض لبيته بنت طقصو فعز ذلك عليه ولما قتل الأشرف هو وبيدرا اختفى وتنقل في البيوت وقاسى الأهوال من الجوع والعطش والخوف ثم أجاره كتبغا وأحسن إليه ودخل به إلى السلطان الملك الناصر وقرر معه أن يخلع عليه ويحسن إليه ففعل به ذلك وأعطاه خبزا فلما ملك كتبغا جعله نائب السلطنة فوثب عليه كما تقدم في ترجمة كتبغا وقتل غلاميه الأزرق وبتخاص وتغافل عنه لما عليه من الأيادي وهرب كتبغا كما تقدم وساق لاجين الخزائن والعساكر بين يديه من الغور وما دخل غزة إلا وهو سلطان ولم يختلف عليه اثنان وتملك أول صفر سنة وجلس على سرير الملك وبعث قبجق نائبا بدمشق لأنه خوشداشاه وجعل قراسنقر نائبه بمصر إلى أن تمكن وقبض عليه وأقام مكانه في النيابة مملوكه منكوتمر فحسن له القبض على الأمراء فاسمك البيسري) وقارسنقر وايبك الحموي وسقى جماعة ولذلك هرب قبجق وبكتمر والكي وبزلار إلى التتار ولم يخرج إلى الشام مدة ملكه ولما كان في يوم الخميس عاشر شهر ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين وستمائة ركب في موكبه وهو صائم وعمل عليه جماعة من الأشرفية دخلوا عليه بعد العشاء الآخرة وهو مكب على اللعب بالشطرنج وما عنده إلا القاضي حسام الدين الحنفي
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»