الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٤ - الصفحة ١٦
وكان ذا هيبة وإقدام وشجاعة وضبط الخلافة ورتبها أحسن ترتيب وأحيا رميمها وشيد أركان الشريعة وخرج عدة نوب إلى الحلة والموصل وطريق خراسان لم تزل أيامه مكدرة بكثرة التشويش من المخالفين وكان يخرج بنفسه لدفع ذلك ومباشرته إلى أن خرج الخرجة الأخيرة فكسر وأسر وقتله الملاحدة جهزهم عليه السلطان مسعود فهجموا عليه وخيمه بظاهر مراغة سنة تسع وعشرين وخمسمائة وكانت خلافته سبع عشرة سنة وثمانية أشهر وأياما وكان عمره خمسا وأربعين سنة وأشهرا وكان قد سمع الحديث مع اخوته من أبي القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز ومن مؤدبه أبي البركات أحمد بن عبد الوهاب بن هبة الله بن السيبي وحدث وروى عنه وزيره علي بن طراد الزينبي وأبو الفتوح حمزة بن علي بن طلحة الرازي وأبو علي إسماعيل بن طاهر بن الملقب وغيرهم ومن شعره لما كسر وأشير عليه بالهزيمة قالوا تقيم وقد أحاط بك العدو ولا تفر * فأجبتهم المرء ما * لم يتعظ بالوعظ غر) * (لا نلت خيرا ما حيي * ت ولا عداني الدهر شر * إن كنت أعلم أن غير الله ينفع أو يضر ومن شعره * أقول لشرخ الشباب اصطبر * فولى ورد قضاء الوطر * * فقلت قنعت بهذا المشيب * وإن زال غيم فهذا مطر * * فقال المشيب أيبقى الغبار * على جمرة ذاب منها الحجر * ومنه * أنا الأشقر الموعود بي في الملاحم * ومن يملك الدنيا بغير مزاحم * * ستبلغ أرض الروم خيلي وتنتضى * بأقصى بلاد الصين بيض صوارمي * ومنه لما استؤسر * ولا عجبا للأسد أن ظفرت بها * كلاب الأعادي من فصيح وأعجم * * فحربة وحشي سقت حمزة الردى * وموت علي من حسام ابن ملجم *
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»