الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٤ - الصفحة ١٤٧
وكانت العرب تستنكف من الانتساب إلى باهلة حتى قال الشاعر) * وما ينفع الأصل من هاشم * إذا كانت النفس من باهلة * وقال الآخر * ولو قيل للكلب يا باهلي * عوى الكلب من لؤم هذا النسب * وقيل لأبي عبيدة يقال إن الأصمعي دعي في النسب إلى باهلة فقال هذا ما يمكن فقيل ولم قال لأن الناس إذا كانوا من باهلة تبروا منها فكيف يجيء من لا هو منها فينتسب إليها ويقال إن الأشعث بن قيس الكندي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أتتكافأ دماؤنا فقال نعم لو قتلت رجلا من باهلة لقتلتك به وقال قتيبة المذكور لهبيرة بن مسروح أي رجل أنت لو كان أخوالك من غير سلول فلو بادلت بهم فقال أصلح الله الأمير أبادل بهم من شئت من العرب وجنبني باهلة ويحكى أن أعرابيا لقي شخصا في الطريق فسأله ممن أنتفقال من باهلة فرثى له الأعرابي فقال له ذلك الشخص وأزيدك أني لست من صميمهم ولكن من مواليهم فأقبل ذلك الأعرابي يقبل يديه ورجليه فقال ولم ذلك فقال لأن الله تعالى ما ابتلاك بهذه الرزية في الدنيا إلا ويعوضك الجنة في الآخرة ويل لبعضهم أيسرك أن تدخل الجنة وأنت باهلي فقال نعم بشرط أن لا يعلم أهل الجنة أني باهلي ولما ولي سليمان الخلافة خافه قتيبة وتوهم أنه يعزله ويولي خراسان يزيد بن المهلب فكتب إلى سليمان يهنيه بالخلافة ويعزيه عن الوليد ويعلمه بلاءه وطاعته لعبد الملك والوليد وأنه على مثل ذلك من الطاعة إن لم يعزله عن خراسان وكتب إليه كتابا آخر يعلمه بمكانه وعظم قدره عند ملوك العجم وهيبته في صدورهم ويذم المهلب وأهله ويحلف بالله لئن استعمل يزيد على خراسان ليخلعنه وكتب كتابا ثالثا فيه خلعه وبعث بالكتب الثلاثة مع رجل من باهلة وقال ادفع إليه هذا الكتاب فإن كان يزيد بن المهلب حاضرا فقرأه ثم ألقاه إلى يزيد فادفع إليه هذا الكتاب فإن قرأه وألقاه على يزيد فادفع إليه هذا الكتاب وإن قرأ الأول وحبسه فلم يدفعه إلى يزيد فاحبس الكتابين الآخرين فقدم الرسول إلى سليمان وعنده يزيد فدفع إليه الكتاب الأول فقرأه ودفعه إلى يزيد فدفع إليه) الكتاب الثاني فقرأه ودفعه إلى زيد فدفع إليه الثالث فقرأه وتغير لونه ثم دعا بطين فختمه وأمسكه وأمر بإنزال
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»