الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٢ - الصفحة ٢٥
وكتب إليه الشيخ نجم الدين الصفدي * شنف الأسماع بالنظم الذي * قد حكى الأنجم في ظلمائها * * وبدا كالشمس إلا أنه * زاد في الحسن على لألائها * فكتب الجواب * ليس للمملوك إلا مدحة * في معاليك وفي آلائها * * وبحار الفضل تجري منك لي * فمقالي قطرة من مائها * وأخبرني من لفظه قال عتبني شهاب الدين محمود وهو صاحب ديوان الإنشاء وقال بلغني أن جماعة ديوان الإنشاء يذمونني وأنت حاضر ما ترد غيبتي فكتب إليه * ومن قال إن القوم ذموك كاذب * وما منك إلا الفضل يوجد والجد * * وما أحد إلا لفضلك حامد * وهل عيب بين الناس أو ذم محمود * فكتب إلي بأبيات منها * علمت بأني لم أذم بمجلس * وفيه كريم القوم مثلك موجود * * ولست أزكي النفس إذ ليس نافعي * إذا ذم مني الفعل والاسم محمود * * وما يكره الإنسان من أكل لحمه * وقد آن أن يبلى ويأكله الدود * قال فلم يكن بعد ذلك إلا أيام قلائل حتى توفي رحمه الله تعالى وأكله الدود وكتب على كتابي جنان الجناس لما وقف عليه * لقد ضم أجناس الجناس فأطربا * وأعجز من باراه فيها فأتعبا * * صلاح لدين الله أبدى بدائعا * تروق بألفاظ أرق من الصبا * * يراه بليغ جاء بالمدح سائلا * مجيزا مجيبا قوله لا مخيبا * * بإنشاده هذا وإنشائه لقد * به فات من قد فاق فضلا ومنصبا * * فقس إياد عند ذا الفضل ناقل * ولفظ امرئ القيس البديع هنا هبا * ومن شعره لما أمسك الأمير سيف الدين كراي المنصور نائب دمشق) * أنا راض بحالتي لا مزيدي * وبأن أزال عبد الحميد * * إن في أمر كافل الملك بالشا * م عظات للحازم المستفيد *
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»