* والمزن تسفح منهرات جراحها * وترى حسام البرق غير مفلل * * حرب حنين الرعد صوت نسيمها * والغيم أسوده غبار القسطل * * وقفت بها الأبصار وقفة حائر * ومشت إليها السحب مشية مثقل * * فالأرض باسمة ثغور أقاحها * طربا لوجه العارض المتهلل * وقال * ألم تحتلف أن لا تعود إلى ظلم * فلم جردت أسياف عينيك في السلم * * وما بال كف الدل نحو مقاتلي * تسدد من عطفيك بعض القنا الصم * * ولم أر موتا قبل طرفك مشتهى * ولا صحة زينت بشاف من السقم * * عدمت الغنى من وجنة ذهبية * تصان وهذا خالها طابع الختم * * وقد بلغت عني بلاغة أدمعي * وباح نحولي بالخفي من الكتم * * فما شافها العذال مثل مدامعي * ولا خاطب الواشين أفصح من سقمي * * وبكر من اللذات نلت بها المنى * وبت نديم الإثم فيها بلا إثم * * أضم قضيب البان في ورق الصبا * وألثم بدر التم في سحب اللثم * وقال * أجنها الفكر وأبداها العبق * ما كتم الليل ولا نم الفلق) * (لا ذنب للصبح وشمس ما أرى * والعذر لليل ومسك ما انتشق * * بالقلب ما بقلبها من غصة * وجدا وما لوشحها من القلق * * إذا تثنى قدها في فرعها * بان به معنى القضيب في الورق * * ومقلة ما لي بها من مقلة * يد على طول البكاء والأرق * * لولا خيالات الدجى ما فضلت * بنفسج الليل على ورد الشفق * * يا راقدين ورقادي بعدهم * أخو الهدو مدعى أو مسترق * * قطعتم نومي وجفني سارق * وإنما يقطع شرعا من سرق * * أخلقت ثوب السقم في حبكم * وعادة أن ينزع الثوب الخلق * * من لي بكافور الصباح قولة * من ساهر أمله مسك الغسق * * ولو وفيت لخؤون غادر * تبعت قلبي معكم حيث انطلق *
(١٩)