الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢١ - الصفحة ٢٩٣
قلت ولابن سناء الملك قصيدة على هذا الوزن تأتي في ترجمته إن شاء الله تعالى ومن شعره أيضا من البسيط * يا ساكني السفح كم عين بكم سفحت * نزحتم فهي بعد البعد قد نزحت * * لهفي لطيبة أنس منكم نفرت * لا بل هي الشمس زالت بعدما جنحت * * بيضاء حجبها الواشون حين سرت * عني فلو لمحت صبغ الدجا لمحت * * يقتص من وجنتيها قلت عاشقها * إن ضرجت قلبه باللحظ أو جرحت * * يهتز بين وشاحيها قضيب نقا * حمائم الحلي في أفنانه صدحت * * وأسود الخال في محمر وجنتها * كمسكة نفحت في جمرة لفحت * * لها جفون وأعطاف عجبت لها * بالسقم صحت وبالسكر الشديد صحت * * وروضة وجنات الورد قد خجلت * فيها ضحى وعيون النرجس اتقحت * * تشاجر الطير في أشجارها سحرا * ومالت القضب للتعنيق واصطلحت * * والقطر قد رش ثوب الدوح حين رأى * مجامر الزهر من أذياله نفحت * * باكرتها وحمام الروض نافرة * عن البروج بكف الصبح إذا وضحت * * ما بين عذران ماء مسها لبست * ثوب الحباب حياء منه واتشحت * * تشعشعت في يد الساقي وقد مزجت * كأنها بنصال الماء قد ذبحت * * يسعى بها أهيف خفت معاطفه * لكن روادفه من ثقلها رجحت * * للحسن ماء ومرعى وفق وجنته * ربيع عيني فيه كلما سرحت) * (قالوا تعشق سوى هذا فقلت لهم * لي همة لدني قط ما طمحت * * في أحسن الناس أشعاري إذا نسبت * وفي أجل ملوك الأرض قد مدحت * قلت وفي ترجمة صفي الدين عبد العزيز بن سرايا الحلي قصيدة على وزن هذه ذكرتها هناك وهذه أصنع ولي أنا قصيدة في هذا الوزن وعلى هذا الروي أستحيي أن أذكرها بعد هذه ولكن فتنة الإنسان بكلامة أوجبت إيرادها وهي من البسيط * وفى لها الحسن طوعا بالذي اقترحت * فلو رأتها بدور التم لافتضحت * * كأنها البدر في ليل الذوائب قد * تقلدت بالنجوم الزهر واتشحت * * صحت على سقم أجفانها وكذا * أعطافه وهي سكرى بالشباب صحت * * تفري حشاي وتفنيها لواحظها * ما ضر تلك الصفاح البيض لو صفحت *
(٢٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»