الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢١ - الصفحة ٢١٧
ومنه من الوافر * ومقلة شادن أودت بنفسي * كأن السقم لي ولها لباس * * يسل اللحظ منها مشرفيا * لقتلي ثم يغمده النعاس * ومنه ولم أره لغيره من البسيط * كم زورة لي بالزوراء خضت بها * عباب بحر من الليل الدجوجي * * وكم طرقت قباب الحي مرتديا * بصارم مثل عزمي هندواني * * والليل يسترني غربيب سدفته * كأنني خفر في خد زنجي * وأعجبه هذا المعنى فكرره فقال من الكامل * زارت على شحط المزار متيما * بالرقمتين ودارها تيماء * * في ليلة ذوائبها بها * فتضاعفت بعقاصها الظلماء * * والطيف يخفى في الظلام كما اختفى * في وجنة الزنجي منه حياء * وقال في حمام من مجزوء الرمل * رب حمام تلظى * كتلظي كل وامق * * ثم أذرى عبرات * صوبها بالوجد ناطق * * فغدا مني ومنه * عاشق في جوف عاشق * وقال من الكامل) * ومسددين إلى الطعان ذوابلا * فازوا بها يوم الهياج قداحا * * متسربلي قمص الحديد كأنها * غدران ماء قد ملأن بطاحا * * شبوا ذبال الزرق في ليل الوغى * فأنار كل مذرب مصباحا * * سرج ترى الأرواح تطفي غيرها * عبثا وهذي تطفئ الأرواحا * * لا فرق بين النيرات وبينها * إلا بتسمية الوشيج رماحا * * هبها في الظلام كواكبا * لم لا تغور مع النجوم صباحا * * هزت متون صعادها فاستيقظت * بأسا وضرجت الجسوم جراحا * * وجنى الكماة النصر من أطرافها * لما انثنت بأكفها أدواحا * * لا غرو أن راحت نشاوى واغتدت * فلقد شربن دم الفوارس راحا * قلت هكذا يكون الشعر فإنه شعور بغوامض المعاني
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»