الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٩
عمر فيهم الشورى واخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو عنهم راض ولم يعلم أن أحدا أرسل سترا على ابنتي نبي غيره وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان عثمان أوصلنا للرحم وكان من الذين آمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين واشترى عثمان بئر رومة وكانت ركية ليهودي يبيع للمسلمين ماؤها فقال رسول الله اصلى الله عليه وسلم من يشتري رومة فيجعلها للمسلمين يضرب بدلوه في دلائهم وله بها مشرب في الجنة فأتى عثمان ليهودي فساومه بها فأبى أن يبيعها كلها فاشترى نصفها باثنتي عشر ألف درهم فجعله للمسلمين فقال له عثمان إن شئت جعلت على نصيبي قرنين وإن شئت فلي يوم ولك يوم قال بل لك يوم ولي يوم فكان إذا كان يوم عثمان استقى المسلمون ما يكفيهم يومين فلما رأى ذلك اليهودي قال أفسدت علي ركيتي فاشتر النصف الآخر فاشتراه بثمانية آلاف درهم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يزيد في مسجدنا فاشترى عثمان موضع خمس سواري فزاده في المسجد وجهز جيش العسرة بتسعمائة وخمسين بعيرا وأتم الألف بخمسين فرسا وذلك في غزوت تبوك وقال محمد بن سيرين كان عثمان يحيي الليل بركعة يقرأ فيها القرآن وكثر المال في زمانه على المسلمين حتى بيعت جارية بوزنها وفرس بمائة ألف درهم ونخلة بألف درهم وقام عمرو بن العاص إلى عثمان وهو يخطب فقال يا عثمان انك قد ركبت بالناس المهامة وركبوها فتب إلى الله وليتوبوا قال فالتفت إليه عثمان وقال وانك هنا يا ابن النابغة ثم رفع يديه واستقبل القبلة وقال أتوب إلى الله اللهم أنا أول تائب إليك وقال الحسن سمعت عثمان يقول يا أيها الناس ما تنقمون علي وما من يوم إلا وأنتم تقسمون فيه خيرا قال الحسن وشهدت مناديه ينادي يا أيها الناس اغدوا على أعطياكم فيغدون فيأخذونها وافرة يا أيها الناس اغدوا على أرزاقكم فيغدون فيأخذونها منه حتى والله سمعته أذناي يقول اغدوا على كسواتكم فيأخذون الحلل واغدوا على السمن والعسل قال الحسن أرزاق دارة وخير كثير وذات بين حسن ما على الأرض مؤمن يخاف مؤمنا إلا يوده وينصره ويألفه فلو صبر الأنصار على الأثرة لوسعهم ما كانوا فيه من
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»