الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٠ - الصفحة ١٠٨
الأسواق والحمامات وسمع الناس بكاء الخليفة وصراخه وأقامت الملوك عزاءه في البلاد ورثاه الشعراء منهم كمال الدين بن النبيه بقصيدته الدالية وهي (من السريع) * الناس للموت كخيل الطراد * فالسابق السابق منها الجواد * * والله لا يدعو إلى داره * إلا من استصلح من ذا العباد * * والموت نقاد على كفه * جواهر يأخذ منها الجياد * * والعمر كالظل ولا بد أن * يزول ذاك الظل بعد امتداد * * لا تصلح الأواح إلا إذا * سرى إلى الأجسام هذا الفساد * * أرغمت يا مولاي أنوف القنا * ودست أعناق السيوف الحداد * * كيف تجر مت عليا وما * أنجده كل طويل النجاد * * نجل أمير المؤمنين الذي * من خوفه يرعد قلب الجماد * * مصيبة أذكت قلوب الورى * كأنما في كل قلب زناد * * ناذلة جلت فمن أجلها * سن بنو العباس لبس السواد * * مأتمة في الأرض لكن له * عرس على السبع الطباق الشداد * * فالخوذ في المسح لها رنة * والجود تجلى في المروط الجياد * * طرقت يا موت كريما فلم * تقنع بغير النفس للضيف زاد * * قصفته من سدرة المنتهى * غصنا فشلت يد أهل الفساد * * يا ثالث السبطين خلفتني * أهيم من همي في كل واد * * يا نائما في غمرات الردى * كحلت أجفاني بحيل السهاد * * ويا ضجيع التراب أقلقتني * كأنما فرشي شوك القتاد * * دفنت في الترب ولو أنصفوا * ما كنت إلا في صميم الفؤاد * * لو لم تكن أسخنت عيني سقت * مثواك عيناي كصوب المهاد * * خليفة الله اصطبر واحتسب * فما وهي البيت وأنت العماد * * في العلم والحلم بكم يقتدى * إذا دجا الخطب وضل الرشاد *
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»