الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٠ - الصفحة ١٠٧
167 - قبلة الأدب علي بن أحمد بن أحمد بن علي البزاز أبو الحسن ابن أبي القاسم المعروف بقبلة الأدب سبط أبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش البغدادي كان أديبا فاضلا شاعرا سريع البديهة كثير الهجو سمع جده وحدث عنه باليسير توفي سنة سبعين وخمسمائة ومن شعره (من الخفيف) * يا زمانا خلا من الناس واستأصل * بالقلع شأفة الأحرار * * ليتني مت إذ حللت بواديك * فقد يميل في أذاك اصطباري * * حسبي الله لا سواه فما أنا أبعد * خيرا يرجى من الإشرار * وأنشد يوما قول أبي نواس (من المديد) * رشأ لولا ملاحته * خلت الدنيا من الفتن * * ما بدا إلا إستبرق له * حسنه عبدا بلا ثمن * وقيل له أجز فقال ارتجالا (من المديد) * وجنتاه في احمرارهما * حكتا وردا على غصن * * أنا ميت في محبته * غير أن الروح في بدني * 168 - المعظم ابن الإمام الناصر علي بن أحمد هو أبو الحسن الملك المعظم ابن الإمام الناصر كان أصغر من أخيه الظاهر بسنتين وكان شابا سريا ظريفا لطيفا سمحا جوادا كثير الصدقة والمعروف يكتب خطا مليحا أقطعه والده الإقطاعات الكثيرة واشترى له المماليك الترك وأذن له في الركوب بالخدم والحشم فامتدت العيون إليه وتعلقت الآمال به فتوفي عن مرض أيام قلائل ضحوة يوم الجمعة العشرين من ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وستمائة وحضر أرباب الدولة والعلماء بدار الخلافة وصلوا عليه هناك وحمل إلى تربة جدته أم والده فدفن إلى جانبها وكان يوما مشهودا وكان قد أتى برأس منكلي مملوك أزبك السلطان الذي عصى على أستاذه وعلى الخليفة وقطع الطريق وذهب وزينت بغداد فلما مروا على درب حبيب وافق تلك الساعة موت علي المذكور فانقلب الفرح عزاء وأمر الخليفة بالنياحة في بغداد وفرش الرماد والبواري وغلقت
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»