الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٩ - الصفحة ٣٠١
وقوله * من كل مشتمل بمنصل عزمه * ذي همة يطأ السماك همام * * نشوان من خمر الندى صاحب الندى * ريان من ماء المحامد ظام * من مديحها * وتقلدت منه الرقاب قلائدا * قد أصبحت نعما على الأجسام * * وتوالت البركات في أيامه * حتى دعوها أحسن الأيام *) قلت أين هذا من قوا أبي تمام الطائي * ويضحك الموت منهم عن غطارفة * كأن أيامهم من حسنها جمع * ومن شعر أبي العرب يهجو * يستر القبح منه وهو منكشف * جسم حطام ووجه لونه شحبا * * يمضي السواك على ثغر به قلح * لو مج ريقته في النيل ما شربا * 3 (ابن أبي النوق الطبيب)) عتيق ابن تمام الطبيب الأزدي الإفريقي قال ابن رشيق غلب عليه اسم الطب فعرف به لحذقه فيه ومكان أبيه منه وكان أبوه وجده من الرؤساء المضروب بهم المثل في الجلالة وشرف الحال بإفريقية وأبو بكر شاعر حاذق مفتوق اللسان حاضر الخاطر متضح البديهة سديد الطبع لم أر قط أسهل من الشعر عليه يكاد لا يتكلم إلا به وأكثر تأدبه بالأندلس ولقي بها أناسا وملوكا وأخذ الجوائز وقارع فحول الشعراء وأورد له قوله * فلم أنسها كالشمس أسبل فوقها * من الشعر الوحف الأثيث عذوق * * فلو ذاب ذا أوسال جريال خدها * جرى سيح منها وسال عقيق * * فمت تسترح يا قلب إن كنت صادقا * فإنك فيها بالممات خليق * * ومن لم يمت في إثر إلف مودع * فليس له بالعاشقين لحوق * ونظر إليه صاحب له فرأى في رأسه شامة شيب فقال له أجز يا صاحب الشامة في رأسه
(٣٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»