الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٩ - الصفحة ٢٠٠
* وملن على خضر الغصون لحونها * ولا دمع إلا من جفوني سافك * * ولا مدح إلا لابن جعفر الرضى * وكل امرئ يطري سواه فآفك * قلت شعر جيد 3 (قاضي القضاة ابن بنت الأعز)) عبد الوهاب بن خلف بن بدر العلامي قاضي القضاة تاج الدين أبو محمد ابن بنت الأعز ولد سنة أربع عشر وست ماية وتوفي سنة خمس وستين وست ماية وقيل ولد سنة أربه وست ماية روى عن جعفر الهمذاني وغيره وكان إماما فاضلا متبحرا ولي المناصب الجليلة كنظر الدواوين والوزارة والقضاء ودرس بالصالحية وبمدرسة الشافعي وتقدم في الدولة وكانت) له الحرمة الوافرة عند الظاهر بيبرس وكان ذا ذهن ثاقب وحدس صائب وجد وسعد وعزم مع النزاهة المفرطة والصلابة في الدين وحسن الطريقة والتثبت في الأحكام وتولية الأكفاء لا يراعي أحدا ولا يداهنه ولا يقبل شهادة مريب وكان قوي النفس يترفع على الصاحب بهاء الدين وأوهم الصاحب السلطان أن للقاضي متاجر وأموالا وأن بعض التجار ورد وقام بما عليه ثم وجد معه ألف دينار وقال هي وديعة للقاضي فسأله السلطان فأنكر ولم يصرح بالإنكار بل قال الناس يقصدون التجوه بالناس وإن كانت لي فقد خرجت عنها لبيت المال فأخذت وذهبت وهو والد القاضي الكبير صدر الدين عمر قاضي الديار المصرية ووالد قاضي القضاة تقي الدين عبد الرحمن الذي وزر أيضا ووالد القاضي العلامة علاء الدين أحمد الذي دخل اليمن والشام وكان قد شكى جمال الدين أيدغدي العزيزي من القاضي تاج الدين ورفع قصة من بين الملك الناصر يوسف أنهم ابتاعوا دار القاضي برهان الدين السنجاري في حياته وبعد وفاته ادعى الورثة وقفيتها وجرى في ذلك كلام كثير فقال جمال الدين نترك نحن مذهب الشافعي لك ونولي في كل مذهب من يحكم بين الناس فأمر السلطان بذلك ولم يكن قبل ذلك أربع حكام وفي هذه الواقعة التقى علم الدين ابن شكر القاضي تاج الدين وقال له ما مت حتى رأيتك صاحب ربع
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»