الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٨ - الصفحة ٥٢
* إذا نهيت الوغد عن طبعه * أتاك منه الزيغ والخلف * * لا يصبر المرء على حالة * كان له في ضدها إلف * * كدودة الخل إذا ألقيت * في عسل بادرها الحتف * 3 (عبد الحميد الأنصاري)) عبد الحميد بن منصور بن علي بن عبد الجبار الأنصاري سمع من علي ابن عبد الواحد) وإسماعيل ابن أبي اليسر وغيرهما وولد في سنة ست وخمسين وست مائة وتوفي رحمه الله في ذي العقدة سنة تسع وعشرين وسبع مائة وأجاز لي بخطه في هذه السنة التي توفي فيها 3 (عبد الحميد الكاتب)) عبد الحميد بن يحيى بن سعد أبو يحيى الكاتب مولى العلاء بن وهب العامري الأنباري كان يعلم الصبيان وينتقل في البلدان سكن الرقة وله بها عقب كان من الكتاب الفضلاء البلغاء الذين يضرب بهم المثل في الكتابة كان أوحد دهره بلغ مجموع رسائله نحوا من ألف ورقة وأستاذه في الكتابة سالم مولى هشام بن عبد الملك تولى عبد الحميد الكتابة لمروان بن محمد بن مروان بن الحكم آخر خلفاء الأمويين لما قوي أمر بني العباس قال مروان لعبد الحميد إنا نجد في الكتاب أن هذا الأمر زائل عنا لا محالة وسيضطر إليك هؤلاء القوم فصر إليهم فإني أرجو أن تتمكن منهم فتنفعني في مخلفي وفي كثير من أموري فقال وكيف لي بأن يعلم الناس جميعا أن هذا عن رأيك وكلهم يقول أني غدرت بك وأني صرت إلى عدوك الطويل * أسر وفاء ثم أظهر غدرة * فمن لي بعذر يوسع الناس ظاهره * ثم أنشد أيضا الوافر * فلوم ظاهر لا شك فيه * للأئمة وعذري بالمغيب * فلما سمع ذلك مروان علم أنه لا يفعل ثم قال عبد الحميد إن الذي أمرتني به أنفع الأمرين لك وأقبحهما لي ولك علي الصبر إلى أن يفتح الله عليك أو أقتل في جماعتك ولكن دعني أكتب إلى أبي مسلم كتابا إن قرأه على نفسه جبنه وفزعه وإن قرأه على جيشه فلله وفرقه فكتب إليه طومارا حمل على بعير فوصل الرسول إلى أبي مسلم وهو بالري فوضع الكتاب يبن يديه في سرادقه وجمع عساكره ووزراءه فلما حضروا أمر بنار فأضرمت ثم
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»