الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٨ - الصفحة ٢٨٠
* إذا ابتسمت أرتك هلال فطر * تضاءل طوقه ثم استدارا * * له في حمرة لشفق التواء * كما ألقيت في النار السوارا * * كأن سقاتها أبناء وتر * أصابوا من عقول الشرب ثارا * ومنه يصف بطيخا السريع * جماجم أعضاؤهم ألسن * لكنها معقولة بالخرس * * تجمعت تكتم أسرارها * ففرقتها مدية كالقبس * * فصلها القطع فمن حزه * كحاجب الشمس بعيد الغلس) * (وحزة كالنون ممشوقة * كأنها موطئ نعل الفرس * * يجري لعاب النحل في نحرها * وظاهر الجلدة قاع يبس * ومنه الوافر * وأطلال خواشع شاخصات * كأن رسومهن نصول نقش * * وجاثمة من الأنصاب ورق * كأن ثلثهن حمام عش * * ونؤي كالقلادة أو كممشى * شجاع الرمل ساور ضب حرش * ومنه الوافر * على واد كأن رياح نجد * خلعن عليه أبدان الدروع * * إذا ريح اقشعر كما استطارت * لمس الخوف أحشاء المروع * * تنصب فيه أغصان الخزامى * كما انتصبت أنابيب الشموع * * إذا رق النسيم بشاطئيه * وأصغى العود إصغاء السميع * * تنفض لؤلؤ الأنداء فيه * كما لجت أساريع الدموع * * يدير النرجس المبهوت فيه * عيونا لم تذق طعم الهجوع * * يكفر للنسيم إذا ثناه * كما هم المصلي بالركوع * ومن شعر ابن بابك وفيه غوص الكامل * وغدير ماء أفعمت أطرافه * كالدمع لما ضاق عنه مجال * * قمر الرياض إذا الغصون تعدلت * وإذا الغصون تهدلت فهلال * ومنه البسيط * وافى الشتاء فبز النور بهجته * فعل المشيب بشعر اللمة الرجل *
(٢٨٠)
مفاتيح البحث: الخوف (1)، الهلال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»