الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٨ - الصفحة ٢٧٩
* وصرعة بين إبريق وباطية * ونعرة بين مزمار وطنبور * * يا رب يوم على القاطول جاذبني * صبح الزجاجة فيه فضلة النور * * صدعت طرته والشمس قاصرة * في يلمق من ضباب الدجن مزرور * * كأن ما انحل من هداب مزنته * دمع تساقط من أجفان مهجور * * فمن رشاش على الريحان مقتحم * ومن رذاذ على المنشور منثور * * أجلت سحابته عن فتية درجوا * في ملعب من جناب العيش معمور * * ناموا فنبههم قول السقاة لهم * هبوا فقد صفرت فصح الزرازير * * فهب كل كسير الطرف منخزل * يطوي معاطفه طي الطوامير) * (يسعى إليه بها هيف القنا هضم * عض المآزر من خور المقاصير * * مزنرات على لف معاقدها * تكاد تنبت من تحت الزنانير * * فمن قدود كأطراف القنا قصف * ومن خصور كأوساط الزنانير * * ففي المروط غصون في نقا دمث * وفي الجيوب وجوه كالدنانير * تجميشنا مثل حسو الطير مختلس خوفا وتقبيلنا نقر العصافير * تحكي أباريقنا طيرا على خلج * عوجا حلا قيمها حمر المناقير * * فلو رأيت كؤوس الراح دائرة * في كف كل طليق البشر مسرور * * صهباء يرعشها طورا وترعشه * كأنها قبس في كف مقرور * * ولو تهزجت الأوتار باغمة * لقلت للأرض من طيب الغنا سيري * ومنه الكامل * شفق يحف به الظلام فشمسه * كالخد سال عليه خط عذار * * والليل في بدد الرذاذ كأنه * كحل يكاثر صوب دمع جار * * حتى تجاذبت الصبا هدابه * وذكا ذبال الكوكب الغرار * * وافتر عن فجر كأن نجومه * شرر يطيش على لسان النار * * وكأن حوذان الأنيعم سحرة * نشز أناف عليه سرب صوار * ومنه الوافر * وهات الكأس أرعشها مزاجا * إذا دارت وترعشني خمارا * * إذا انعطفت يد الساقي عليها * حسبت عليه من ورس صدارا *
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»