القيرواني المالكي سحنون قاضي القيروان ومصنف المدونة رحل إلى مصر وقرأ على ابن وهب وابن القاسم وأشهب وبرع في مذهبه وعلى قوله المعول بالمغرب وتفقه به خلق وسمع بمكة من سفيان بن عيينة ووكيع والوليد بن مسلم وكان موصوفا بالديانة والورع والسخاء والكرم عن ابن عجلان الأندلسي قال ما بورك لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه ما بورك لسحنون فإنهم كانوا في كل بلد أئمة وسحنون بالضم والفتح طائر بالمغرب سموه بذلك لحدة ذهنه وفي المدونة أسئلة ومسائل لا ينهض بها دليل وإنما هي رأي محض وكان علم عليها ليسقطها فأدركته المنية في سنة أربعين ومائتين وكبار أئمة مذهب مالك يعرفون تلك المسائل عبد السلام العبسمي عبد السلام بن صالح بن سليمان القرشي العبسمي مولاهم النيسابوري ناظر بشرا المريسي غير مرة بين يدي المأمون وكان الظفر له وكان خاصا عند المأمون قال الدارقطني كان رافضيا خبيثا قيل إنه قال كلب للعلوية خير من جميع بني أمية وأمر أبو زرعة أن يضرب على حديثه وتوفي سنة ست وثلاثين ومائتين الموزوري عبد السلام بن السمح بن نائل بن عبد الله بن سحنون بن حرب بن عبد الله بن عبد العزيز الهواري الموزوري بواو بعدها زاي وواو وراء نسبة إلى موزورة كورة بالأندلس أبو سليمان رحل إلى الشرق وتردد هنالك مدة طويلة وسكن اليمن وسمع بمكة ابن الأعرابي وبمصر أبا جعفر النحاس وأبا علي الآمدي اللغوي وغيرهم وسمع بجدة من الحسين ابن حميد النجيرمي نوادر علي بن عبد العزيز وموطأ القعنبي وغير ذلك وقدم الأندلس وكان) حسن الخط بديعه وكان زاهدا صالحا وسكن الزهراء بقرطبة إلى أن مات بها قال ابن الفرضي ترددت إليه زمانا وسمعت منه نوادر علي ابن عبد العزيز ولم تكن عند أحد من شيوخنا سواه وقرأت عليه كتاب الأبيات لسيبويه بشرح النحاس وكتاب الكافي في النحو له وغير ذلك وتوفي في صفر سنة سبع وثمانين وثلاثمائة 3 (ابن برجان الحفيد)) عبد السلام بن عبد الرحمن بن الشيخ العارف أبي الحكم
(٢٥٩)