* وبيعوا الردينيات بالحلي واقعدوا * على الذل وابتاعوا المغازل بالنبل * وهي قصيدة طويلة فاعتضه الكميت بن معروف الفقعسي فعيره بقتل زميل الفزاري سالم بن دارة وقال الطويل * فلا تكثروا فينا الضجاج فإنه * محا السيف ما قال ابن دارة أجمعا * ثم إن بني أسد ظفرت بعبد الرحمن بعدما أكثر من سبهم وهجائهم فتآمروا في قتله فقال بعضهم لا نقتله ولكن نأخذ عليه أن يمدحنا فنحسن إليه فيمحو بمدحه ما سلف من هجائه فأتى رجل منهم كان قد عضه بهجائه فضربه بسيفه فقتله وقال الكامل * قتل ابن دارة بالجزيرة سبنا * وزعمت أن سبابنا لا يقتل * ويقال إن البيت الأول لهذا القائل أيضا 3 (عبد الرحمن الداخل)) عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الأموي الداخل إلى الأندلس وهو أول من ملك الأندلس وانفلت من بين يدي بني العباس وأبعد إلى المغرب أقام ببرقة خمس سنين ودخل بدر مولاه يتجسس له الأخبار فقال للمضرية لو وجدتم رجلا من أهل الخلافة أكنتم تبايعونه فقالوا وكيف لنا بذلك فقال بدر هذا عبد الرحمن بن معاوية فأتوه فبايعوه فولي عليهم ثلاثا وثلاثين سنة وكان دخوله الأندلس سنة تسع وثلاثين ومائة وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة) اثنتين وسبعين ومائة وكانت ولايته ثلاثا وثلاثين سنة وأربعة اشهر وكان يوسف الفهري أول من قطع الدعوة عنهم وكانوا من قبله يدعون لولد عبد الملك بن مروان بالخلافة فأبطل يوسف ذلك فلما دخل عبد الرحمن قاتل يوسف واستولى على البلاد وبقي ملك الأندلس بأيدي أولاده إلى رأس الأربع مائة وكان عبد الرحمن من أهل العلم على سيرة جميلة من العدل في قضائه وكانوا يقولون ملك الدنيا ابنا بربريتين يعنون المنصور وعبد الرحمن وكان المنصور إذا ذكر له عبد الرحمن قال ذاك صقر قريش دخل المغرب وقد قتل قومه فلم يزل يضرب العدنانية بالقحطانية حتى تملك قال ابن حزم خطب عبد الرحمن بالخلافة لأبي جعفر المنصور أعواما ثم ترك الخطبة ولم تهجه بنو العباس ولا تعرض هو لهم وكان بقرطبة جنة اتخذها عبد الرحمن وكان فيها نخلة تولدت منها كل نخلة بالأندلس وتوفي في جمادى الأولى سنة
(١٦٧)