الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٨ - الصفحة ١٤٤
ترجمة الإمام أحمد بن حنبل وأصحابه وهلم جرا إلى زمان الشيخ وأجاز للشيخ شمس الدين مروياته ورثاه شمس الدين الصائغ والشيخ علاء الدين بن غانم والشيخ محمد بن الأموي والبرهان بن عبد الحافظ ونجم الدين بن فليته ومجد الدين بن المهمار ورثاه شهاب الدين محمود بقصيدته التي أولها الكامل * ما للوجود وقد علاه ظلام * أعراه خطب أم عداه مرام * * أم قد أصيب بشمسه فغدا وقد * لبست عليه حدادها الأيام * * لم أدر هل نبذ الظلام نجومه * أم حل للفلك الأثير نظام * * فلقد تنكرت المعالم واستوى * في ناظري الإشراق والإظلام * * وذهلت حتى خلت أني ليس لي * بعد الفراق سوى الدموع كلام * * أترى درى صرف الردى لما رمى * أن المصاب بسهمه الإسلام * * أو أنه ما خص بالسهم الذي * أصمى به دون العراق الشام * * سهم تقصد واحدا فغدا وفي * كل القلوب لوقعه آلام * * ما خلت أن يد المنون لها على * شمس المعارف والهدى إقدام * * من كان يستسقى بغرة وجهه * إن عاد وجه الغيث وهو جهام * * وتبين للساري أسرة فضله * فكأنما هي للهدى أعلام * * ما خلت أن الدين لولا فقده * فمن يروع سربه ويضام * * كانت تطيب لنا الحية بأنسه * وبقره فعلى الحياة سلام * * كانت ليالينا بطيب بقائه * فينا تضيء كأنها أيام * * كانت به تروى القلوب وتنثني * ولها إليه تعطش وأوام * * من للعلوم وقد علت وغلت به * أضحت تسامي بعده وتسام) * (من للحديث وكان حافظ سره * من أن يضم إلى الصحاح سقام * * وله إذا ذكر الدروس مراتب * تسمو فتقصر دونها الأوهام * * يروي فيروي كل ذي ظمأ له * بحمى الحديث تعلق وغرام * * ببديهة في العلم يقسم من رأى * ذاك التسرع أنها إلهام * * من للقضايا المشكلات إذا نبت * عنها العقول وحارت الأفهام * * هل للفتاوى من إذا وافى بها * قضي القضاء وجفت الأقلام * * من للمنابر وهو فارسها الذي * تحيى القلوب به وهن رمام *
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»