الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٨ - الصفحة ١٣٤
3 (عبد الرحمن بن الأشعث)) عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي أمير سجستان ظفر به الحجاج وقتله) وطيف برأسه سنة أربع وثمانين للهجرة وكان قد خلع عبد الملك بن مروان ودعا لنفسه في شعبان سنة اثنتين وثمانين وبايع الناس فدوفع بدير الجماجم وقتل ولما أن وصل ابن الأشعث البصرة هرب الحجاج إلى ناحية العراق وبايع أهل البصرة ابن الأشعث على قتال الحجاج وحرب عبد الملك من القراء وغيرهم وكان ممن بايع ابن الأشعث من الأعيان مسلم بن يسار وجابر بن زيد أبو الشعثاء وأبو الحوراء وقتل معه وأيوب ابن القرية وماهان العابد قتلهما الحجاج وأنس بن مالك في جملة القراء ومن أهل الكوفة سعيد بن جبير وعبد الرحمن بن أبي ليلى وعامر الشعبي وطلحة بن مصرف وذر وعبد الله بن شداد وأبو البحتري الطائي والحكم بن عتبة وعون بن عبد الله بن مسعود الهذلي وخلق سواهم وكان ابن الأشعث في مائتي ألف فارس ومائة ألف راجل وكان دخول ابن الأشعث البصرة في آخر ذي الحجة سنة إحدى وثمانين ثم إن الحجاج التقى مع ابن الأشعث في أول المحرم وهي وقعة الزاوية فاقتتلا قتالا شديدا وقال الحجاج لله در مصعب بن الزبير ما كان أكرمه فعلم أهل الكوفة أنه لا يفر حتى يقتل فقاتلوا دونه هم وأهل الشام وانهزم ابن الأشعث والناس معه إلى الكوفة فأتاه وجوه أهل الكوفة وأتاه العلماء من الأمصار والزهاد وبايعوه وقتل الحجاج يوم الزاوية أحد عشر ألفا نادى مناديه بالأمان ثم قتلهم إلا واحدا ولم يزل هو والحجاج في حروب وكروب وكر وفر إلى أن أسر ابن الأشعث وكانت بينه وبين ابن الأشعث ثمانين وقعة وهذا عبد الرحمن بالمذكور أعرق الناس في الغدر لأن عبد الرحمن غدر بالحجاج وغدر والده محمد بن الأشعث بأهل طبرستان لأن عبيد الله بن زياد ولاه إياها فصالح أهلها على أن لا يدخل إليها ثم إنه عاد إليهم غادرا فأخذوا عليه الشعاب وقتلوا ابنه أبا بكر وغدر الأشعث بن قيس ببني الحارث بن كعب غزاهم فأسروه ففدا نفسه بمائتي بعير فأعطاهم مائة وبقي عليه مائة فلم يؤدها إليهم حتى جاء الإسلام فهدم ما كان في الجاهلية وكان بين قيس بن معدي كرب وبين مراد عهد إلى أجل فغزاهم في آخر يوم من العهد وكان يوم الجمعة فقالوا إنه لا يحل لنا القتال فأمهلنا إلى يوم السبت فأمهلهم فلما كانت
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»