الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٧ - الصفحة ٩٣
مروان أن يسلم ولدها إليها فحنطته وكفنته وصلت عليه وحملته فدفنته في المدينة في دار صفية بنت) حيي ثم زيدت دار صفية في المسجد فهو مدفون مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر وعمرو رضي الله عنهما وكان كثير الصلاة كثير الصيام شديد البأس كريم الجدات والأمهات والخالات وقال مالك ابن الزبير كان أفضل من مروان وكان أولى بالأمر من مروان ومن ابنه وقال علي بن زيد الجدعاني إلا أنه كانت فيه خلال لا تصلح معها الخلافة لأنه كان بخيلا ضيق العطاء سيىء الخلق حسودا كثير الخلاف أخرج محمد بن الحنيفة ونفى عبد الله بن عباس إلى الطائف وقال علي بن أبي طالب ما زال الزبير يعد منا أهل البيت حتى نشأ عبد الله ولما كان قبل قتله بعشرة أيام دخل على أمه وهي شاكية فقال لها كيف تجدينك يا أمه قالت ما أجدني إلا شاكية فقال لها إن في الموت لراحة قالت لعلك تمنيته لي ما أحب أن أموت حتى يأتي علي أحد طرفيك إما قتلت فأحتسبك وإما ظفرت بعدوك فقرت عيني قال عروة فالتفت إلي فضحك قال فلما كان في اليوم الذي قتل فيه دخل عليها في المسجد فقالت يا نبي لا تقبلن منهم خطة تخاف فيها على نفسك الذل مخافة القتل فوالله لضربة سيف في عز خير من ضربة سوط في مذلة قال فخرج وقد جعل له مصراع عند الكعبة وكان تحته فأتاه رجل من قريش فقال ألا نفتخ لك باب الكعبة فتدخلها فقال عبد الله من كل شيء تحفظ أخاك إلا من نفسه والله لو وجدوكم تحت أستار الكعبة لقتلوكم وهل حرمة المسجد إلا كحرمة البيت ثم تمثل من الطويل * ولست بمبتاع الحياة بسبة * ولا مرتق من خشية الموت سلما * ثم شد عليه أصحاب الحجاج فقال أين أهل مصر قالوا هم هؤلاء من هذا الباب فقال لأصحابه إكسروا أغماد سيوفكم ولا تميلوا عني فإني في الرعيل ففعلوا ثم حمل عليهم وحملوا معه وكان يضرب بسيفين فلحق رجلا فقطع يده وانهزموا فجعل يضربهم حتى أخرجهم من باب المسجد فجعل رجل أسود يسبه فقال له اصبر يا ابن حام ثم حمل عليه فصرعه ثم دخل عليه أهل حمص من باب بني شيبة فشد عليهم وجعل يضربهم بسيفه حتى أخرجهم من المسجد ثم انصرف وهو يقول من الرجز * لو كان قرني واحدا كفيته * أوردته الموت وقد ذكيته * ثم دخل عليه أهل الأردن من باب آخر فجعل يضربهم بسيفه حتى أخرجهم من المسجد وهو يقول من الرجز *
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»