ومن شعر ابن الدهان من الكامل * تردي الكتائب كتبه فإذا انبرت * لم تدر أنفذ أسطرا أم عسكرا * * لم يحسن الإتراب فوق سطورها * إلا لأن الجيش يعقد عثيرا * ومنه من الكامل * يضحي يجانبي مجانبة العدا * ويبيت وهو إلى الصباح نديم * * ويمر بي يخشي الرقيب فلفظه * شتم وغنج لحاظه تسليم * ومنه في غلام لسعتة نحلة في شفته من الرمل * بأبي من لسبته نحلة * آلمت أكرم شيء وأجل * * أثرت لسبتها في شفة * ما يراها الله إلا للقبل * * حسبت أن بفيه بيتها * إذا رأت ريقته مثل العسل * ومن شعر ابن الدهان من البسيط * كأن مقلته صاد وحاجبه * نون وموضع تقبيلي له ميم * * فصرت أعشق منه في الورى صنما * وعاشق الصنم الإنسي محروم * ومنه أيضا من البسيط * مولاي لابت في ضري ولا سهري * ولا لقيت الذي ألقى من الفكر * * باتت لوعدك عيني وهي ساهرة * والليل حي الدياجي ميت السحر * * أود من قمري في الأفق غيبته * وأرقب الشمس من شوقي إلى القمر * * هذا وقد بت من وعد على ثقة * فكيف لو بت من هجر على خطر * ومنه ومن البسيط) * سرى يصانع سرا من خلاخله * إذا مشى ويداري عرف أكمام * * وللحلى والشذا جنح الظلام به * تصريح واش وتعريضات نمام * * فدله نفسي العالي ودلهه * عن مضجعي فرط إعلالي وأسقامي * * ولم يعدني من بعد النوى فيرى * سوى هيامي الذي خلى وتهيامي * * سقى الليالي التي كان الوصال بها * أحلى من الغمض في أجفان نوام * * بتنا وذيل الدجي مرخى على كرم * في خلوة خلوة الأرجاء من ذام * * وبيننا طيب عتب لو تسمعه * قلت العتاب حياة بين أقوام * * وفاتر اللحظ لو أني أبوح به * إذا لأوضحت عذري عند لوامي * * رمى وأغضى وقد أصمي فقلت له * أعد أعد لاعدمت السهم والرامي * * أخافه حين يبدو أن أكاشفه * وجدي فأستر أوجاعي وآلامي * * وأخدع الناس عن حبي وأكتمهم * جراح قلبي لولا جفني الدامي * * واها لو أن الذي خلفت من زمني * خلفي أشاهد شيئا منه قدامي * * عهدي بليلي قصيرا بالعراق فما * بالي أبيت طويل الليل بالشام * وقال من الطويل * طوى دارها طي الكتاب المنمنم * ومر على الأطلال غير مسلم * * يخادع إما عن جوى من تذكر * بها الركب أو عن عبرة من توسم * * وكم وقفة فيها أقل مساعدي * على الدمع إسعادي وأكثر لومي *
(٤١)