الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٧ - الصفحة ٣٣٤
وكان يهاجي أهل عصره ورثى أحياء لم يموتوا مجونا منه وهزلا وفيه يقول عرقلة الشاعر من السريع * لنا طبيب شاعر أشتر * أراحنا من شخصه الله * * ما عاد في صبحة يوم فتى * إلا وباقي اليوم رثاه * وكان لشتره سبب وهو أنه خرج ليلة وهو سكران من دار زين الملك أبي طالب ابن الخياط ووقع وشج وجهه وجعل الناس يسألونه كيف وقعت فنظم هذه الأبيات من الطويل * وصعت على وجهي فطارت عمامتي * وضاع شمشكي وانبطحت على الأرض * * وقمت وأسراب الدماء بلحيتي * ووجهي وبعض الشر أهون من بعض * * قضى الله أني صرت في الحال هتكة * ولا حيلة للمرء فيما به يقضي * * ولا خير في قصف ولا في لذاذة * إذا لم يكن سكر إلى مثل ذا يفضي * وآخذ المرآة فرأى الجرح بوجهه غايرا تحت الوجنة بعد وقعته فقال من مجزوء الكامل * ترك النبيذ بوجنتي * جرحا ككس النعجة * * ووقعت منبطحا على * وجهي وطارت عمتي * * وبقيت منهتكا ولو * لا الليل بانت سوأتي * * وعلمت أن جميع ذا * لك من تمام اللذة * * من لي بأخرى مثل تل * ك ولو بحلق اللحية * وقال يهجو الطبيب المفشكل على سبيل المرثية من الطويل * ألا عد عن ذكرى حبيب ومنزل * وعرج على قبر الطبيب المفشكل) * (فيا رحمة الله استهيني بقبره * وكوني على الشيخ الوضيع بمعزل * * ويا منكرا جود فديت قذاله * بمقنعة واسقله سقل السجنجل * * وكبكبه في قعر الجحيم بوجهه * كجلمود ضخر حطه السيل من عل * * فلا زال وكاف يرجيه ديمة * عليه بمنهل من السلح مسبل * * لقد حاز ذاك اللحد أخبث جيفة * وأوضع ميت بين ترب وجندل *
(٣٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 ... » »»