الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٧ - الصفحة ٣٣١
* فأقصر فلا ما قد مضى لك راجع * ولا لذة الدنيا يدوم دوامها * * وفد أمير المؤمنين الذي رمى * بجأواء جمهور تسيل إكامها * * من ارض قرى الزيتون مكة بعدما * غلبنا عليها واستحل حرامها * * وإذ عاث فيها الفاسقون وأفسدوا * فخيفت أقاصيها وطار حمامها * * فشج بهم عرض الفلاة تعسفا * إذا الأرض أخفى مستواها علامها * * له عسكر طاحي الصفوف عرمرم * وجمهورة يثني العدو اقتحامها * * فطهر منهم بطن مكة بعدما * أبي الضيم والميلاء حين يسامها * * فدع ذا وبشر شاعري أم خالد * بأبيات ما خزي طويل عرامها * * فإن تبد تجدع منخراك بمدية * مشرشرة حرى حديد حسامها * * وإن تخف منها أو تخف من أذاتنا * تنوشك نابا حية وسمامها * * فلو لا قريش لا سترقت عجوزهم * وطال على قطبي رحاها احتزامها * * هم البيض إقداما وديباج أوجه * وغيث إذا الجوزاء قل رهامها * فأمر له عبد الملك بما فاته من العطاء وبمثلة صلة من ماله وكساه 3 (عبد الله بن مسلمة)) القعنبي عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي القعنبي كان من أهل المدينة وأخذ العلم عن مالك رضي الله عنه وهو من جلة أصحابه وفضلائهم وخيارهم وهو أحد رواة الموطأ عنه فإن الموطأ رواه عن مالك جماعة وبين الروايات اختلاف وأكملها رواية يحيى ابن يحيى وكان يسمى الراهب لعبادته وفضله وسكن البصرة ولد بعد الثلاثين ومائة وتوفي سنة إحدى وعشرين ومائتين وسمع من صغار التابعين وروى عنه البخاري ومسلم وأبو داود وروى مسلم والترمذي والنسائي عن رجل عنه وعبد الله بن داود الخريبي وهو أكبر وجماعة كثيرون وكان مجاب الدعوة وكان لا يرضى لنفسه قراءة حبيب حتى قرأ لنفسه الموطأ وهو أكبر شيخ لمسلم
(٣٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 ... » »»