الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٦ - الصفحة ٣٧٠
يتقوى بهم على المصريين ووهبهم أشياء كثيرة وحلفهم له فلما خرج من باب النصر غدروا به وقاتلوه أشد قتال ستة أيام يقاتلهم من الفجر إلى الليل فإذا نزل أمهلوه إلى نصف الليل ثم يركبون ويهدون خيلهم على جانب الناس ويصيحون صيحة واحدة فتجفل الخيل وتقطع لجمها فلما كان بعد ستة أيام وقد ضعف صبحه الإفرنج فقتلوا عباسا وابنه الأوسط وأسروا ابنه الأكبر وأخذوا نساء عباس وخزائنه وأسروا أولادا له صغارا وقال في قتل الظافر بعض الشعراء وهو ابن أسعد يعني عباسا الطويل * وأنفق من أموالهم في هلاكهم * وأظهر ما قد كان عنه ينافق * * ومد يدا هم طولوها إليهم * وحلت بأهل القصر منه البوائق * * سقى ربه كأس المنايا وما انقضى * له الشهر إلا وهو للكأس ذائق 5922 * 3 (أبو الفضل العلوي)) العباس بن الحسن بن عبيد الله بن عباس بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أبو الفضل العلوي قدم بغداد في دولة الرشيد ثم صحب المأمون وكان شاعرا بليغا مفوها حتى قيل إنه أشعر آل أبي طالب وتوفي سنة ثلاث وتسعين ومائة 5923 3 (وزير المكتفي والمقتدر)) العباس بن الحسن وزير المكتفي والمقتدر وثب عليه ابن حمدان فضرب عنقه في نوبة ابن المعتز وذلك في حدود الثلاثمائة ولم تزل تتقلب به الأيام من المباشرات إلى أن وزر للمكتفي وأقطعه غلة خمسين ألف دينار وأجرى له في كل شهر خمسة آلاف دينار قال الصولي ولد العباس في الليلة التي قتل فيها المتوكل فقال أبو معشر ما أعجب أمر هذا المولود لو كان هاشميا لحكمت له بالخلافة وسيكون أمره كأمره في سائر أحواله إلا أنه وزير وكان الأمر فيه كما حكم وأوصى إليه المكتفي في ماله وولده وعياله وقال القاسم بن) عبيد الله إني لأعنت العباس في سرعة الإملاء فتسبق يده لفظي ويقطع الكتاب مع آخر كلامي وقال الصولي ما رأيت أنا يدا أسرع بالخط من العباس ولا أقل سقطا مع إقامة حروفه واستواء سطوره وملاحة خطه وكان له حظ وافر من البلاغة من غير تلبث ولا تمكث وقال الزجاج النحوي دخلت على العباس وهو يكتب رقعة وقد التطخت إصبعه الوسطى بالمداد فلما فرغ من كتبها بل إصبعه بريقه ومسحها في منديل على حجره ثم قال الخفيف *
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»