الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٦ - الصفحة ٣٤٤
ووصفتها عزة الميلاء لمصعب لما خطبها فقالت أما عائشة فلا والله ما إن رأيت مثلها مقبلة مدبرة محطوطة المتنين عظيمة العجيزة ممتلئة الترائب نقية الثغر وصفحة الوجه غراء فرعاء الشعر لفاء الفخذين ممتلئة الصدر خميصة البطن ذات عكن ضخمة السرة مسرولة الساق يرتج ما بين أعلاها إلى قدميها وفيها عيبان أما أحدهما فيواريه الخمار وأما الآخر فيواريه الخف عظم الأذن والقدم وكانت عائشة بنت طلحة تشبه بعائشة أم المؤمنين خالتها ولم تلد عائشة بنت طلحة من أحد من أزواجها إلا من عبد الله ابن عبد الرحمن بن أبي بكر وهو ابن خالها وأبو عذرها وولدت له عمران وبه تكنى وعبد الرحمن وأبا بكر وطلحة ونفيسة وتزوجها الوليد بن عبد الملك وطلحة ولدها من أجواد قريش وصارمت عبد الله مرة وخرجت من دارها غضبى فمرت في المسجد وعليها ملحفة تريد عائشة أم المؤمنين فرآها أبو هريرة فسبح وقال سبحان الله كأنها من الحور العين فمكثت عند عائشة أربعة اشهر وكان زوجها قد آلى منها فأرسلت عائشة تقول إني أخاف عليك الإيلاء فضمها إليه وكان ملقى منها فقيل له طلقها فقال) * الطويل يقواون طلقها لأصبح ثاويا * مقيما على الهم أحلام نائم * * وإن فراقي أهل بيت أحبهم * لهم زلفة عندي لإحدى العظائم * فتوفي عبد الله بعد ذلك وهي عنده فما فتحت فاها عليه وكانت عائشة أم المؤمنين تعدد عليها هذا من ذنوبها ودخل مصعب يوما عليها وهي نائمة مضمخة ومعه ثماني لؤلؤات قيمتها عشرون ألف دينار فأنبهها ونثر اللؤلؤ في حجرها فقالت له نومتي كانت أحب إلي من هذا اللؤلؤ وكان مصعب لا يقدر عليها إلا بتلاح ينالها منه وبضربها فشكا ذلك إلى ابن أبي فروة كاتبه فقال له أنا أكفيك هذا إن أذنت لي قال نعم افعل ما شئت فإنها أفضل شيء نلته في الدنيا فأتاها ليلا ومعه أسودان فاستأذن عليها فقالت له أفي مثل هذه الساعة قال نعم فأدخلته فقال للأسودين احفرا ها هنا بئرا فقالت له جاريتها وما تصنع بالبئر قال شؤم مولاتك امرني هذا الفاجر أن أدفنها حية وهو أسفك خلق الله لدم حرام فقالت عائشة فأنظرني أذهب إليه قال لا سبيل إلى ذلك وقال للأسودين احفرا فلما رأت الجد منه بكت وقالت يا ابن أبي فروة إنك لقاتلي ما منه بد قال نعم وإني لأعلم أن الله سيجزيه بعدك ولكنه قد غضب وهو كافر الغضب قالت وفي أي شيء غضبه قال في امتناعك عليه وقد ظن أنك تبغضينه وتطلعين إلى غيره فقد جن فقالت أنشدك الله إلا عاودته قال أخاف أن يقتلني فبكت وبكى جواريها فقال قد رققت لك وحلف أنه يغرر بنفسه ثم قال لها ماذا أقول قالت تضمن عني أن لا أعود أبدا قال فما لي عندك قالت قيام
(٣٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 ... » »»