شامة بكل قبيح فقال وفي ثالث ذي القعدة يعني سنة ستين وستمائة وصل من مصر إلى دمشق عسكر مقدمه الأمير عز الدين الدمياطي وبكر الدخول إلى دمشق فخرج الناس يلقونهم وفيهم الحاج علاء الدين طيبرس الوزيري نائب السلطنة بدمشق فلما وصل إليه أهوى ليكارشه على ما جرت به عادة الملتقيين قبض الدمياطي بيده الواحدة عضد الوزيري وبيده الأخرى سيفه وأنزله عن فرسه واركبه بغلا وشده عليه ثم قيده وتركه بمصلى العيد فلما دخل الليل عليه وكل به وسيره إلى مصر وهرب أصحابه ثم استخرجت أمواله التي بدمشق بعدما كان سير منها ما كان سير مع العرب وقبضت حواصله وكان الحاج طيبرس قد أهلك أهل دمشق بإخراجهم من بلدهم والترسيم على أكابرهم بإخراج عيالهم وأنفسهم وإهانتهم وضيق على الناس بتمكين العرب من شراء الغلال من دمشق وتخويف الناس من التتار فكان البدوي يجلب الجمل ويبيعه بأضعاف قيمته ويشتري به الغلة رخيصة لأن الناس يحتاجون إلى السفر إلى مصر 5790 3 (الأمير بهاء الدين البغدادي)) طيبرس بن أيبك الأمير الكبير بهاء الدين ابن الأمير حسام الدين من أمراء بغداد تأمر بعد وفاة والده وكان من الملاح توفي وهو غض شاب طري في سنة اثنتين وأربعين وستمائة ووجد الناس عليه لحسنه)) 2 (طيب 5791)) 3 (الصحابي)) طيب بن البراء أخو آبي هند الداري لأمه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم منصرفه من تبوك وكان أحد الوفد الداريين وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله 5792 3 (أبو حمدون المقرئ)) الطيب بن إسماعيل أبو حمدون الذهلي البغدادي اللؤلؤي المقرئ العابد كان كبير الشأن كثير الورع إماما في القراءة والتجويد روى الحروف عن الكسائي ويعقوب الحضرمي وروى عن سفيان بن عيينة وغير واحد وروى عنه إسحاق بن سنين الختلي وسليمان بن يحيى الضبي وأبو العباس ابن مسروق والقاسم بن أحمد العشري وقرأ عليه برواية الكسائي أبو علي الحسن بن الحسين الصواف المقرئ نقل الخطيب رحمه الله في تاريخه أن أبا حمدون كان له صحيفة فيها ثلاثمائة نفس من أصحابه وكان يدعو لهم كل ليلة ويسميهم فنام عنهم ليلة فقيل له في النوم يا أبا حمدون لم تسرج
(٢٩٢)