محمد من أهل النعمانية كان فاضلا عارفا باللغة والأدب والشعر ورد إلى بغداد وخرج منها إلى خراسان وأقام ببلادها مدة قال ياقوت في معجم الأدباء سمعت أبا عمرو عثمان بن محمد البقال بخوارزم يقول كنت أنا) والشيخ أبو محمد طلحة نمشي ذات يوم في السوق فاستقبلنا عجلة عليها حمار ميت يحمله الدباغون إلى الصحراء ليسلخوا جلده فقلت مرتجلا يا حاملا صرت محمولا على عجله فقال وافاك موتك منتابا على عجله ومضت على ذلك أيام قلائل فلقيني السيد أبو القاسم الفخر بن محمد الزبيدي فحكيت له هذه القصة ففكر سويعة وقالوا * والموت لا يتخطى الحي رميته * ولو تباطأ عنه الحي أزعج له * ومن شعر النعماني * يا ملكا في أفق الدست لاح * يخاله الناظر ضوء الصباح * * ليس على من رام نيل الغنى * بالمدح من جودك يوما جناح * * يا خاتم الحمد بأوصافه * جد لي كما كان بك الإفتتاح * * ما بال حظي كلما رمته * بالمدح عناني بطول الجماح * وقال محب الدين ابن النجار نقلت من خط العماد الكاتب في الخريدة له من قصيدة يمدح بها الإمام المستظهر عند عوده من اليمن والحجاز وقد كان أرجف بموته وقد هبثت أيدي نواب المواريث في أملاكه * الفت قناع الحسن بعد شماس * ورنت بناظرتي مهاة كناس * * عبث الدلال بعطفها فتمايلت * عبث النسيم بناعم مياس * * فرأيت غصن البان تثنيه الصبا * من فوق حقف الرملة الميعاس * منها في المديح * الجاعل الأموال جنة عرضه * والمستعان به على الإفلاس * * عرفت فضائله بعرف نجاره * والزند يعرف من سنا المقباس *
(٢٧٩)