الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٦ - الصفحة ١٦٩
* وإنما عدلهم عني لجهلهم * وفي الحديث عدو الشيء جاهله * 3 (الناسخ الحنبلي)) صدقة بن الحسين بن الحسن بن بختيار الحداد أبو الفرج الفقيه الحنبلي صاحب أبي الحسن) ابن الزاغوني تفقه على ابن الزاغوني وبرع في الفقه والأصول ونقرا الكلام المنطق وفهم طرفا صالحا من الحكمة وكان متفننا غزير الفضا ذا قريحة حسنة وفطنة وذكاء خارق وكتب الخط الحسن الصحيح ونسخ بخطه كثيرا للناس من سائر الفنون وكان قوته من أجرة نسخه ولم يطلب من أحد شيئا ولا سكن مدرسة وله مصنفات حسنة في الأصول وجع تاريخا حسنا على السنين بدأ فيه من وقت وفاة شيخه أبي الحسن ابن الزاغوني وهو أول سنة سبع وعشرين وخمسمائة مذيلا على تاريخ شيخه قال محب الدين ابن النجار كان الوزير ابن رئيس الرؤساء سأل عن مسألة في الحكمة فقيل له إن صدقة الناسخ له في ذاك يد فأنفذها إليه فكتب فيها جوابا شافيا استحسنه الوزير وسأل عن حاله فأخبر بفقره فأجرى له ما يقوته وعلمت الجهة بنفشا بحاله فصارت تتفقده في بعض الأوقات بما يكون بين يديها من الأطعمة الفاخرة والحلوى فيعجز عن أكله فيعطيه لمن يبيعه له وكان ربما شكا حاله لمن يأنس به فيشنع عليه من له فيه غرض ويقول هو يعترض على الأقدار ينسبه إلى أشياء الله عالم بحقيقتها ولد سنة سبع وسبعين وأربعمائة وتوفي سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة ومن شعره * لو قنع الإنسان من حظه * بمثل ما يقنع من عقله * * لزال جل الغم عن نفسه * وكل ما يهتم من أجله * * لكنه يرضى بغير الرضى * من علمه والخلق من جهله * * ويستقل الحظ مع وفره * ويحمد المذموم من فعله * * وفي انعكاس الأمر لو رامه * راحته والفوز في مثله * قلت شعر جيد ومن شعر صدقة الحنبلي قوله * وا حسرتا من وجود ما تقدما * فيه اختيار ولا علم فيقتبس *
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»