والشماخ أوصف الناس للحمر والقوس والحمار وأرجز الناس على البديهة ومن شعره * رأيت عرابة الأوسي يسمو * إلى الخيرات منقطع القرين * * إذا ما راية رفعت لمجد * تلقاها عرابة باليمين * قال أبو عمرو الكيس قال لي أبو نواس ما أحسن الشماخ في قوله * إذا بلغتني وحملت رحلي * عرابة فأشرقي بدم الوتين * ألا قال كما قال الفرزدق * علام تلفتين وأنت تحتي * وخير الناس كلهم أمامي * * متى تردي الرصافة تستريحي * من التهجير والدبر الدوامي * وأنشد عبد الملك بن مروان قول الشماخ إذا بلغتني وحملت رحل البيت فقال بئس) المكافأة كافأها حملت رحله وبلغته بغيته فجعل مكافأتها نحرها وادعت امرأة الشماخ الطلاق منه وكانت من بني سليم إحدى بني حرام بن سماك فنازعته وحضر قومها واختصموا إلى كثير بن الصلت وكان عثمان بن عفان أقعده للنظر بين الناس وهو رجل من كندة وعداده في بني جمح ثم عدلوا إلى بني العباس فرأى كثير عليهم يمينا فالتوى الشماخ باليمين يحرضهم عليها ثم حلف وقال * أتتني سليم قضها وقضيضها * تمسح حولي بالبقيع سبالها * * يقولون لي يا احلف ولست بحالف * أخاتلهم عنها لكيما أنالها * * ففرجت هم النفس عني بحلفة * كما شقت الشقراء عنها جلالها * ((شمخ)) 3 (خطيب داريا)) شمخ بن ثابت بن عنان بن وافد بالفاء أبو علي العرضي السنبسي خطيب داريا فقيه شافعي فصيح قادر على صوغ الخطب سمع بخراسان من محمد بن فضل الله السلاري ومحمد بن أحمد البخاري الخوارزمي وروى عنه ابنه الخطيب والمجد ابن الحلوانية وأبو علي ابن الخلال وغيرهم وبالإجازة العماد محمد ابن البالسي وإبراهيم بن أبي الحسن المخزومي وتوفي في شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين وستمائة
(١٠٤)